نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 152
عدة من الفاضل إلى السلطان صلاح الدين, فيها فصاحة وبلاغة ومواعظ وتحضيض على الجهاد, فرحمه الله من إنسان ما أفصحه, ومن وزير ما كان أنصحه, ومن عقل ما كان أرجحه» [1].
وبأمثال هؤلاء ينصر الله دينه ويسدد رمي أوليائه, وقد أكرم الله تعالى صلاح الدين بهذا العالم الجليل الأديب الفقيه الوزير الناصح الزاهد التقي الورع المنفق صاحب الدعوة المستجابة.
وفاته:
في سنة 596هـ لبى القاضي الفاضل نداء ربه عندما كان أحوج ما كان إلى الموت عند تولي الإقبال وإقبال الإدبار, وهذا يدل على أن لله به عناية [2].
وذكر صاحب النجوم الزاهرة أنه كان بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب والفاضل وحشة فلما بلغ الفاضل مجئ العادل إلى مصر دعا الله أن يقبضه إليه فمات قبل دخول العادل, فعندما كان العادل داخلاً من باب النصر, كانت جنازة القاضي الفاضل خارجة من زويلة [3].
ب- وفاة السلطان الناصر صلاح الدين:
عندما وقفت على ترجمة صلاح الدين رحمه الله, ووصلت إلى آخر لحظات حياته ذرفت عيناي بالدموع, واهتز قلبي بالخشوع, لهذا البطل العملاق الذي كان للإسلام رداءً وحرزًا وكهفًا من كيد الكفرة اللئام, وكانت وفاته في عام 589هـ, وتذكر كتب التاريخ أن أهل دمشق لم يصابوا بمثل مصابه, وود كل منهم لو فداه بأولاده وأحبابه وأصحابه, فعندما كان يقرأ عليه القرآن وهو في سكرات الموت مر القارئ على قوله تعالى: {هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الحشر:22]. [1] انظر: البداية والنهاية (ج12/ 361). [2] انظر: سير أعلام النبلاء (ج21/ 343). [3] انظر: النجوم الزاهرة (ج6/ 157).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 152