نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 150
الحسنات, دائم التهجد, يشتغل بالتفسير والأدب, وكان قليل النحو, لكنه له دربة قوية, وكان متقللاً في طعامه ومنكحه وملبسه, ولباسه البياض, وكان يكثر من تشييع الجنائز, وعيادة المرضى, وله معروف في السر والعلانية, ضعيف البنية رقيق الصورة [1].
قال في حقه السلطان صلاح الدين: «لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم, بل بقلم الفاضل» [2].
وقال في مدحه العماد الأصبهاني:
عاينت طود سكينة ورأيت ... الشمس فضيلة ووردت بحر فواضل
ورأيت سحبان البلاغة سابحًا ... ببيانه ذيل الفخار لوائل
حلف الحصافة والفصاحة ... والسماحة والحماسة والتقى والنائل
بحر من الفضل الغزير خضمه ... طامي العباب وما له من ساحل
في كفه قلم يعجل جريه ... ما كان من أجل ورزق عاجل
أبصرت قُسًا في الفصاحة معجزًا ... فعرفت أني في فهّة باقل (3)
وعندما طلب القاضي الفاضل من السلطان صلاح الدين أن يعين بدله عماد الدين الأصبهاني ليحل تراجم الأعاجم, فقال له صلاح الدين: ما لي عنك مندوحة, أنت كاتبي ووزيري, وقد رأيت على وجهك البركة فإذا استكتبت غيرك تحدث الناس [4]. واتفقا أن يقوم عماد الدين الأصبهاني بدل القاضي عندما يغيب القاضي الفاضل.
قال صاحب النحوم الزاهرة: وفضل الفاضل وبلاغته أشهر من أن يذكر ومن شعره قوله:
وإذا السعادة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان [1] انظر: سير أعلام النبلاء (ج21/ 343). [2] النجوم الزاهرة (ج6/ 157).
(3) المصدر السابق (ج6/ 73، 74). [4] المصدر السابق (ج6/ 74).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 150