responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 4  صفحه : 451
ويقربون من الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَلَا يرقبون وحفر المحاصرون حَولهمْ خَنْدَقًا عميقا فَصَارَ لَهُم بِهِ عَن الْحصار شغل شاغل
قَالَ وعَلى الْجُمْلَة فَمَا ظهر مِنْهُم صنع إِلَّا فِي قطع المَاء وَمنع الْميرَة والمضايقة الْكَثِيرَة وإحراق الْبَسَاتِين وتخريب الطواحين حَتَّى إِذا انحسمت الْموَاد وفنيت فِي الْبَلَد الأزواد اضطروا إِلَى التَّسْلِيم واضطربوا على التَّأْخِير والتقديم فتسلط الرّعية على الْملك الْعَادِل وَحَمَلُوهُ على التَّسْلِيم والاستسلام
فتباينت آراء الْمُلُوك المحاصرين بِمَا دبره الْملك الْعَادِل سيف الدّين وَلَا بُد للكبار من الاحتيال إِذا صمم الصغار على الاغتيال وَلَيْسَ فِي ذَلِك بِدعَة لَان الْحَرْب خدعة
فنفذ إِلَى الظَّاهِر فِي الْبَاطِن وَقَالَ لَهُ أَنْت السُّلْطَان وحكمك على جَمِيع الْأَمَاكِن والمواطن وَأَنا أسلم إِلَيْك دمشق على أَنَّهَا تكون لَك لَا لغيرك فَقَالَ الظَّاهِر لِأَخِيهِ الْأَفْضَل قلدني فِي الانعام بِدِمَشْق منَّة المتفضل فَقَالَ لَهُ هَذِه لَا تَخْلُو من أَقسَام جالبات لأسقام أَجلك أَن تتولاها تَوْلِيَة النَّائِب وَإِن أَخَذتهَا دوني فَمن النوائب وَإِن أَعْطَيْتنِي عوضا مِمَّا أعرف لَك فِيهِ غَرضا فَمَا لَك مَا يصلح أَن تقايض بِهِ دمشق وَأَنت لَا تَدعِي لَهَا الْعِشْق فَتغير بِهَذَا رَأْي الظَّاهِر وَالله المطلع على الضمائر

نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 4  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست