responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 4  صفحه : 384
وَكَانَ الصَّوْم لَا يُوَافق مزاجه فألهمه الله الصَّوْم لقَضَاء الْفَوَائِت فَكَانَ يَصُوم وَأَنا أثبت الْأَيَّام الَّتِي يصومها فَإِن القَاضِي كَانَ غَائِبا والطبيب يلومه وَهُوَ لَا يسمع وَيَقُول مَا أعلم مَا يكون فَكَأَنَّهُ كَانَ ملهما بَرَاءَة ذمَّته وَلم يزل حَتَّى قضى مَا عَلَيْهِ رَحمَه الله
وَأما الْحَج فَإِنَّهُ لم يزل عَازِمًا عَلَيْهِ وناويا لَهُ لَا سِيمَا فِي الْعَام الَّذِي توفّي فِيهِ فَإِنَّهُ صمم الْعَزْم عَلَيْهِ وَأمر بالتأهب وعملت الزوادة وَلم يبْق إِلَّا الْمسير فاعتاق عَن ذَلِك بِسَبَب ضيق الْوَقْت وفراغ الْيَد عَمَّا يَلِيق بأمثاله فَأَخَّرَهُ إِلَى الْعَام الْمُسْتَقْبل فَقضى الله مَا قضى قَالَ وَهَذَا شَيْء اشْترك فِي الْعلم بِهِ الْخَاص وَالْعَام
وَكَانَ رَحمَه الله يحب سَماع الْقُرْآن الْعَظِيم حَتَّى إِنَّه كَانَ يستخير إِمَامه وَيشْتَرط عَلَيْهِ أَن يكون عَالما بعلوم الْقُرْآن الْعَظِيم متقنا لحفظه وَكَانَ يستقرئ من يحضرهُ فِي اللَّيْل وَهُوَ فِي برجه الجزأين وَالثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة وَهُوَ يسمع وَكَانَ يستقرئ فِي مَجْلِسه الْعَام من جرت عَادَته بذلك الْآيَة وَالْعِشْرين وَالزَّائِد على ذَلِك وَلَقَد اجتاز على صَغِير بَين يَدي أَبِيه وَهُوَ يقْرَأ الْقُرْآن فَاسْتحْسن قِرَاءَته فقربه وَجعل لَهُ حظا من خَاص طَعَامه ووقف عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه جُزْءا من مزرعة
وَكَانَ رَحمَه الله خاشع الْقلب رَقِيق الدمعة إِذا سمع الْقُرْآن الْعَزِيز يخشع قلبه وتدمع عينه فِي مُعظم أوقاته
وَكَانَ شَدِيد الرَّغْبَة فِي سَماع الحَدِيث وَمَتى سمع عَن شيخ

نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 4  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست