نام کتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127
* ولا نغفل - من ناحية أخرى شخصية أمير الرها جوسلين الثاني الذي لم يكن على نفسه القدر من الكفاءة السياسية والعسكرية التي اتصف بها والده جوسلين الأول، وكان أميل إلى حياة الخلاعة والمجون والسعي الحثيث إلى الملذات، بل إن كثيراً ما غادر مدينة الرها ذاتها واتجه إلى تل باثر من أجل أن يجد هناك ما يبحث عنه من صور الفساد ولذلك أدرك فيه المسلمون تلك الزاوية فأحسن قائدهم الإفادة منها وهاجم الرها وقت أن غاب عنها جوسلين الثاني، فأصابها في مقتل [1].
* ويبدو أن الجيل الصليبي الذي حل بعد الجيل الأول الذي أسس الكيان الصليبي وحافظ عليه، لم يكن قادراً على الحفاظ على ما شيده السابقون بل لم يكن يدرك أهمية دوره التاريخي في ذلك الموقع الشديد الحساسية الذي أحاطه المسلمون من كل جانب، وهكذا شارك جوسلين الثاني - دون أن يدري - في إنجاح حركة الجهاد الإسلامية حينذاك بقيادة قائدها الكبير عماد الدين زنكي [2].
* وعلى أية حال: من الممكن أن من المؤرخين الغربيين من حاول إظهار عوامل الضعف الداخلي في إمارة الرها، وجعل تلك العوامل وحدها هي التي أدت إلى اسقاطها، وهدف من وراء ذلك إضعاف فعاليات المسلمين السياسية والحربية، غير أن المنطق التاريخي يدعونا إلى تصور أن العوامل الداخلية والخارجية تعاونت معاً من أجل صنع انتصار عام 539هـ/1144م ومهما كان أن شأن عوامل " النحر والانتحار" الداخلية ونتائجها في الرها فإنها ما كانت لتسقط دون الفعاليات العسكرية لقائد موهوب مثل عماد الدين زنكي، وجنوده من خلفه [3].
5 - موقف الفقيه موسى الأرمني في فتح الرها وماذا جرى في صقلية: ورويا لعماد الدين بعد موته:
أ- موقف الفقيه موسى الأرمني في فتح الرها: كان للفقيه المؤذن موسى الأرمني المدرس بإحدى مدارس الموصل موقف مشكور في فتح الرها حيث استخدم أسلوب الحرب النفسية في حملة عماد الدين زنكي على الرها عام 539هـ / 1145م فقد نزل الفقيه محاصراً ومقاتلاً، فخطرت بذهنه خطة ذكية أثناء حصار عماد الدين للرها، فقد نزل السوق، واشترى ملابس الأرمن، لكي يدخل بها إلى المدينة حتى لا يعرفه الصليبيون، ويشكون في [1] المصدر نفسه ص 162. [2] المصدر نفسه ص 163. [3] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 163.
نام کتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127