نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 71
البحرية الذين قتلوا قريبه السلطان المعظم تورانشاه وتعهد له الناصر إذا تحالف معه بإعادة بيت المقدس التي كانت تحت إمرته آنذاك إلى المسيحيين [1]، كان السلطان عز الدين آيبك يراقب الأحداث عن كثب وقرر مواجهة الخطر الأيوبي بالطرق السلمية أولاً وحتى يمتص نقمة الأيوبيين، إختار بالاتفاق مع كبار أمراء المماليك صبياً صغيراً في العاشرة من عمره من بني أيوب، هو الأشرف موسى بن المسعود بن الكامل محمد وأقامه سلطاناً ليكون شريكاً له في السلطة، فكانت المناشير والتواقيع والمراسيم تخرج عنهما، ويخطب باسميهما على منابر مصر وأعمالها، وضُربت لهما السكة على الدنانير، والدراهم [2]، ويبدو أن آيبك علم بأنباء المفاوضات بين الملك الناصر ولويس التاسع، وخشي وقوع تقارب أيوبي صليبي، فأرسل إنذار الى الملك لويس التاسع بأنه سوف يُقدم على قتل الأسرى الصليبيين الذين مازالوا في مصر منذ أيام الحملة الصليبية السابعة على دمياط، وهم بانتظار دفع الفدية المقررة لإطلاق سراحهم، إن قام بأي عمل عدائي ضده وأبدى في الوقت نفسه استعداده لتعديل معاهدة دمياط والتنازل له عن نصف الفدية المقررة مقابل تحالفه معه ضد الناصر يوسف، غير أن الملك الفرنسي لم يشأ أن يلتزم بشيء نحو أي من الطرفين وإن كان يؤثر التحالف مع دمشق لما لها من أهمية عسكرية وسياسية، لكن كان لزاماً عليه أن يفكر في أسرى الصليبيين الذين مازالوا في مصر [3]، ولما يئس الناصر يوسف من إستقطاب الملك لويس التاسع، زحف بجيوشه نحو مصر، ونسي زعماء البحرية خلافاتهم الداخلية، وتكتلوا وراء آيبك لصد الزحف الأيوبي الذي هدد مستقبلهم جميعاً، وخرج آيبك من القاهرة على رأس الجيش المملوكي للتصدي للتقدم الأيوبي، لكنه خشي من أن يقوم الصليبيون بمهاجمة دمياط مرة أخرى، مستغلين خلو مصر من المدافعين عنها فأمر بهدم ثغرها، حتى خُرب كله، ولم يبق من المدينة سوى الجامع وأكواخ من القش على شاطئ النيل يسكنها الصيادون وضعفاء الناس، وسموها ((المنشية)) [4].
2 ـ معركة بين المماليك والأيوبيين: والتقى الجيشان الأيوبي والمملوكي في [1] المصدر نفسه صـ149 .. [2] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة صـ396 [3] مذكرات جوانفيل صـ200،208 .. [4] السلوك (1/ 466) تاريخ الأيوبيين صـ398.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 71