نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 63
المبحث الثاني: سلطنة المماليك بين شجرة الدر وعز الدين أيبك:
أولاً: شجرة الدر: 1 ـ شجرة الدر أيوبية أم مملوكية؟ إن معظم المؤرخين وعلى رأسهم المقريزي، صاحب السلوك لمعرفة دول الملوك، يعتبرون شجرة الدر أولى سلاطين دولة المماليك البحرية في مصر ولقد يطلق عليها إسم دولة المماليك الأولى بإزاء دولة المماليك الثانية التي هي دولة المماليك البحرية، اعتبروها أولى سلاطين المماليك كونها منهم أي من المماليك البحرية، جيء بها جارية مملوكة، فصارت حظيّة الملك الصالح أيوب، وإن كان من الأرجح، أنها ليست من المماليك وهذا ما ذهب إليه عصام شبارو في كتابه السلاطين في المشرق العربي، مملوكة من أصل أرمني، لا تركي، فهي ليست مملوكة تماماً، بما في كلمة مملوك من معنى، إنها قريبة من المماليك، بجهة النشأة، وإن كان المماليك البحرية الصالحية يأتمرون بأمرها، ويخضعون لها، كونها واحدة من أهم حريم الملك الصالح أيوب، هذا فضلاً عن كونها والدة ولده خليل الذي مات وهو طفل صغير [1]. ويعتبر ابن إياس صاحب بدائع الزهور، شجرة الدر آخر سلاطين بني أيوب، كونها زوجة الصالح نجم الدين أيوب، والد تورانشاه وأم ولده خليل الذي توفي في حياة أبيه [2].
2 ـ سلطانة مصر:
كان للدور الذي لعبته شجرة الدر بعد وفاة زوجها نجم الدين أيوب وتصرفها حيال الصليبيين وأسر الملك لويس التاسع أبلغ الأثر لدى المماليك بعدما شاهدوا ما تتصف به من حماس سياسي وحنكة ومهارة في تصريف أمور الدولة في ذلك الوقت العصيب الذي كادت أخطار الحرب والاستيلاء على دمياط أن تفت في عضد أي حاكم آخر [3]، لقد عملت شجرة الدرّ على تحرير دمياط من الصليبيين، لمّا أخفت موت نجم الدين أيوب على الجيش المصري الذي كان يقاتل الغزاة، إذ لو أعلنت نبأ وفاة الملك والجيوش المسلمة والصليبية في التحام وعراك لأفلت الأمر من أيدي القادة المماليك وبعث فيهم نبأ وفاة الملك شياً من الضعف والتخاذل والتواكل، الأمر الذي لم يحدث ـ بفضل الله ـ ثم بسبب حنكة شجرة الدرّ، وحكمتها وهي التي تمّت الوفاة بحضرتها فكتمت هذا الأمر، وأمرت العبيد أن يحمل الملك سراً في محفّة دون علمهم [1] السلاطين في المشرق العربي صـ9. [2] بداع الزهور (1 ـ 89). [3] شجرة الدُّر قاهرة الملوك نور الدين خليل صـ75.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 63