نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37
لقب (ذم)، هم يحقدون على هؤلاء الأفذاذ، لأنهم حرموا الصليبيين من تحقيق أطماعهم في العودة إلى القدس، ذلك أن الحملات الصليبية لم تفتر بعد صلاح الدين وذكرنا قول هذا أنهم دخلوا القدس مرتين بعد أن حرره صلاح الدين، وكانت بقيت لهم ممالك وحصون كثيرة على الساحل وهؤلاء الذين نلقبهم (المماليك) هم الذين نظفوا البلاد من الصليبيين وأزالوا آخر مملكة صليبية سنة 690هـ/1291م أي: بعد فتح القدس بمائة سنة .. وهؤلاء الذين نصفهم بالمماليك، هم الذين هزموا أكبر غزو وحشي على البلاد الإسلامية، بعد الغزو الصليبي ألا وهو الغزو المغولي، ومعركة عين جالوت تتحدث عنها الركبان، وتعد رمزاً لقوة الإسلام .. وعهد هؤلاء الأفذاذ العلمي من العهود الزاهرة وآثارهم العلمية والعمرانية شاهدة لتاريخهم المجيد، فقد عددت لهم في القدس وحدها خمس وثلاثين مدرسة لتعليم العلوم النافعة، وعشرات المساجد، والبنايات والأوقاف والأربطة والإصلاحات [1]، إنهم إذا كانوا مماليك، فإنهم في رأيي مماليك الإحسان عل معنى قول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
فأولئك أحسوا في قرارة نفسوهم إن الله أحسن إليهم عندما جلعهم مسلمين وحكاماً، فامتلك قلوبهم هذا الإحسان، لم يفخروا بنسب ينتمون إليه، وإنما فخروا بأعمالهم التي خلدتهم، ومن حقهم علينا، أن نلقبهم بأحب الألقاب إليهم في حياتهم، ومن حقهم علينا أن نذكرهم في التاريخ بالصفة التي تدل على الوفاء لهم جزاء ما قدموا للعرب والمسلمين، ومن الأوصاف المناسبة لعصرهم أن نقول: عصر الأفذاذ [2].
ثالثاً: جهود المماليك في دحر الحملة الصليبية السابعة:
عندما قرر الصليبيون الزحف نحو القاهرة توفي الملك الصالح أيوب، وكانت محنة عظيمة ألمت بالمسلمين [3]، وكان عمره عند وفاته 44 سنة، وقد عهد لولده الملك المعظم تورانشاه ولم يكن موجوداً في مصر، وظهرت على مسرح الأحداث زوجته شجرة الدر وأدركت خطورة إذاعة خبر وفاة زوجها نجم الدين على الجند، فقررت إخفاء خبر الوفاة، ولم يعرف ذلك إلا الخاصة وقدمت وثيقة تحمل توقيع السلطان بتعيين إسمه تورنشاه قائداً [1] بيت المقدس والمسجد الأقصى صـ424 ـ 425. [2] المصدر نفسه صـ426. [3] الحملات الصليبية الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة صـ353.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37