نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 141
أساساً، ثم يجنبون شعوبهم بعد ذلك ـ كما يدعون ـ ولايت الحروب، فارتكبوا خطأً شرعياً شنيعاً، بل إرتكبوا أخطاء مركبة، فتجنب الجهاد مع الحاجة إليه خطأ، وتربية الشعب على الخنوع لأعدائه خطأ آخر، وموالاة العدو وإعتباره صديقاً خطأ ثالث، لكن قطز كان واضح الرؤية بفضل الله ثم تمسكه بشرعه سبحانه وتعالى [1]، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المادة، آية: 51).
لقد كان سيف الدين قطز من القيادات الحكيمة التي إستطاعت أن تأخذ بعوامل النصر وتتعامل مع أسبابه، وجمع بين الأسباب المادية والمعنوية، وبعد المعركة قرر المظفر قطز مواصلة الجهاد فجمع جيشه وأمراءه ونزل إلى الأرض، ومرغ وجهه بالتراب، وصلى ركعتين شكراً لله على هذا النصر، ووقف فيهم خطيباً، وقال: لقد صدقتم الله الجهاد في سبيله فنصر قليلكم على كثير عدوكم إياكم والزهو بما صنعتم، ولكن اشكروا الله واخضعوا لقوله وجلاله أنه ذو القوة المتين، واعلموا أنكم لم تنتهوا من الجهاد وإنما بدأتموه وإن الله ورسوله لن يرضيا عنكم حتى تقضوا حق الإسلام بطرد أعدائه من سائر بلاده، ويموئذ يفرح المؤمنون بنصر الله [2].
2 ـ توسيد الأمر إلى أهله: قام سيف الدين قطز بتوسيد الأمور إلى أهلها واهتم بالكفاءة والأمانة، قال تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين" (القصص، آية: 26)، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن إعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إذا ضُيعت الامانة فانتظر الساعة قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة [3]. فإذا تولى الأمور رجال لا يمتلكون كفاءة ولا يتصفون بأمانة، ولم يصلوا إلى مكانهم إلا بواسطة أو قرابة أو رشوة إذا حدث ذلك فاعلم أن النصر بعيد [4]، أما سيف الدين قطز، فقد اسند الأمور إلى أهلها، واختار قادة جيشه وأركانه وكان لهم الفضل بعد الله تعالى في الانتصار على المغول على المستوى التكتيكي والاستراتيجي [5] , [1] المصدر نفسه صـ356. [2] من أجل فلسطين حسني أدهم جرار صـ102. [3] البخاري، قصة التتار صـ357. [4] قصة التتار صـ357. [5] عين جالوت صـ123.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 141