نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 115
وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة وقد سلطنا عليكم من له الأمور المقدرة والأحكام المدبرة، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، وبغير المذلة ما لملوكم علينا من سبيل، فلا تطيلو الخطاب، واسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون مناجاها ولا عزاً ولا كافياً ولا حرازاً، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منا خالية، فقد انصفناكم إذ راسلناكم، وايقظناكم إذ حذرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم والسلام علينا وعليكم وعلى من أطاع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى.
ألا قل لمصر ها هُلاوُن [1] قد أتى
بحدّ سيوف تُنضى وبواتر
يصير أعز القوم منا أذلة
ويُلحق أطفالاً لهم بالأكبر (2)
1 ـ مجلس شورى حربي: كانت الرسالة بمثابة التحدي النهائي لآخر قيادة إسلامية، وعلى ضوء الموقف الذي ستقرر هذه القيادة اتخاذه سيتوقف مصير عالم الإسلام وحضارته التي وضعها كدح القرون الطوال، كل المؤشرات كانت تقود إلى الاستلام للتحدي والإذعان لضروراته .. ولكنه الإيمان له منطق آخر، أنه لا يمنح القدرة عل الحركة في ظروف الشلل التام، فحسب، لكنه بصيرة تخترق حجب العمى والظلام، لكي تطل على الأفق يشع ضياء، وبالحركة القديرة، والرؤية الصائبة تجابه القيادات الفذة تحديات التاريخ ومحنه وويلاته، فتخرج منها ظافرة، وتحقق بالاستجابة قفزة نوعية في مجرى الفعل والتحقق [3]، قرأ سيف الدين قطز الرسالة واستدعى الأمراء ليعرض الأمر عليهم وجرى هذا الحوار:
قطز: ماذا ترتؤن؟
ناصر الدين قميري: إن هولاكو فضلاً عن أنه حفيد جنكيز خان، فإن شهرته وهيبته غنية عن الشرح والبيان وإن البلاد الممتدة من تخوم الصين إلى باب مصر كلها في قبضته الآن، فلو ذهبنا إليه نطلب الأمان فليس في ذلك عيب وعار، ولكن تناول السم بخداع النفس واستقبال الموت، أمران بعيدان عن حكم العقل، أنه ليس الإنسان الذي يطمأن إليه، فهولا يتورع عن إحتراز الرؤوس، وهو لا يفي بعهده وميثاقه، فإنه قتل فجأة الخليفة وعدداً من الأمراء بعد أن أعطاهم العهد والميثاق، فإذا سرنا سيكون مصيرنا هذا السبيل. [1] السوك للمقريزي (1/ 514،515) صيغة لاسم هولاكو.
(2) المصدر نفسه (1/ 515)، أبطال ومواقف صـ441. [3] دراسات تاريخية عماد الدين خليل صـ84.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 115