responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 316
بين العسكرين منزلة واحدة، والعجاجات على الطلائع متعاقدة. فلو رحلنا رحلناهم، وعلى الهلك احلناهم، لكن مراد الله غلب، وأجيب ملك الانكتير من الصلح إلى ما طلب.
فحضرت لإنشاء عقد الهدنة وكنت نسختها، وعينت مدتها وبينت قضيتها وذلك في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شعبان سنة ثمان وثمانين الموافق لأول أيلول لمدة ثلاث سنين وثمانية أشهر. وحسبوا أن وفت الانقضاء يوافق وصولهم من البحر، وتتصل إمدادهم على الحشد والحشر، وعقدت هدنة عامة في البر والبحر، والسهل والوعر، والبدو والحضر. وجعل لهم منيافا إلى قيسارية إلى
عكاء إلى صور، وأبدوا بما تركوه من البلاد التي كانت معهم الغبطة والسرور. وأدخلوا في الصلح طرابلس وإنطاكية، والأعمال الدانية والنائية.

فصل من كتاب إلى الديوان العزيز في شرح نوبة يافا ثم إفضاء الأمر إلى عقد الهدنة
قد سبقت مطالعة الخادم بإنهاء حاله، وما هو لا يزال مستمرا عليه من جهاد العدو وقتاله. وما كان عليه الكفر من الجمع الملتهم والجمر الملتهب والحشر والحشد المضطرم المضطرب. وانهم قد اجتمعوا على قصد البيت المقدس، وعزموا على بذل المصونين من النفائس والأنفس. وسلكوا في القصد كل طريق، وتوافوا من كل فج عميق. ودنوا على ظن أن جنى الفتح لهم دان، وأن شبا الحتف عنهم وأن. ولما عرفوا أن المرمى بعيد المرام، وأنهم لا يستطيعون مقاومة عسكر الإسلام. فنكصوا على أعقابهم، ونكسوا ما ضربوه من آرائهم وآرابهم. وعلموا عقبى ما جهلوه وقطعوا من أسباب العزم ما وصلوه. ونكثوا من عقد القصد ما أبرموه، وشرعوا في أمر آخر توهموه.
ومضوا واستأنفوا الاستعداد، واستنهضوا الإمداد. وحصنوا بلادهم وجمعوا طرافهم وتلادهم. وشحنوا عسقلان ويافا بالقوة الجامعة، والعدة النافعة، والشوكة الرادعة، والشكة القاطعة. واستظهروا فيهما بكل ما قدروا عليه من المنعة الحامية، ورجال الصبر على النار الحامية. ثم ساروا بحشودهم المجموعة وجموعهم المحشودة، وظلال الضلال الممدودة، وصلال الصلادم المقودة. مستمطري شآبيب الأنابيب، مستنفري سراحين السراحيب. وتوجهوا على سمت ثغر بيروت بنية الحصر وغفلوا عما أجراه الله لأوليائه على أعدائه من عوائد النصر.
ولما نمى خبرهم، وطار شررهم، وخيف ضررهم، أنهض الخادم العساكر المنصورة إلى مقابلتهم، ومباراتهم ومقاتلتهم. ونزل في مماليكه وخواصه، ورجال
الإقدام ذوي استخلاصه، على مدينة يافا فأخذها بالسيف عنوة، وجب بها من سنام الكفر ذروة، وحل منه بغزوته إليها عروة، واستكمل للإسلام بتملكها حظوة.

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست