responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 273
بالسنة المناصل، ويتقابلون بوجوه الصواقل، ويتشاكون بكلام الكلام، ويتلاقون بسلام السلام، ويتساقون بصحاف الصفاح؛ ويتماشون بمراح الرماح؛ ويستحلون ضرب الضراب؛ ويستجلون صفحات الصفائح من قراب الرقاب؛ إلى أن انتقل القتال من السور إلى الدور، ومن الستائر إلى الستور، ومن الطوارق إلى الطرق والسطوح، ومن المضايق إلى السفاح، ومن المراقب إلى السفوح.
حتى لم يبق من المجاهدين إلا سبائك زحوف، وترائك حتوف. وبقايا طرائح،
ورذايا طلائح، ومسوقو جرائح، ومشوقو ضرائح. قد فصلتهم المشرفيات، وخاطتهم الخطيات. ورشقتهم القسي القاسية ورشفتهم الظبا الظامية. لا ينهض قويهم من الكلول، ولا يفرى فريهم من الفلول. وقد شغلوا بسد تلك المضايق، ورد أولئك الخلايق.
فما شعروا إلا وقد دخلت من اقطارها، وتوغلت من أسوارها. وازدحم العدو في مشارعها وسبلها، (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها).
ولما عرف العدو الداخل، والعادي الواغل؛ أن القوم مستقتلون؛ وللموت مستقبلون؛ وأنه لا طاقة له بمقاومتهم؛ ولا قوام له بطاقتهم؛ وأنهم لا يسلمون وهم يسلمون؛ ولا يبقون وهم يبقون؛ أعطاهم أمانا أخطر من المخافة، ودخل على الإغارة باسم الضيافة.
وعز أصحابنا بما بذلوه من الوسع وما هانوا، وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. ولا مرد لما فيه لله من المراد، ولا مدفع لحكمه في البلاد والعباد. وإن ذهبت مدينة فلم يذهب الدين، وإن غاض معين فما غاب المعين، وإن ارتاب المبطلون فما فارق الحق اليقين. وإن فتح المرتج فما فات المرتجى. وإن ادلهم الديجور فلا بد أن يسفر عن الصبح الدجي. ولا يشمت عدو الإسلام بما جرى، فعند الصباح يحمد القوم السرى.

فصل من كتاب إلى قطب الدين بن نور الدين بن قرا أرسلان
قد أحاط علم المجلس بما حشده الكفر في هذه السنة من مدد ملوكه وكثر على نهار الإسلام بإظلام ليل الكفر وحلوكه. فالإسلام ينشد ظهيره. وبطلب الدين لكشف غمته من (ابن نوره) نوره.
وهذه عكاء التي كنا عنها ندافع؛ وعن ثغرها نمانع؛ ونجري دماء الواردين في
البحر لقصدها في بحرها؛ ونرد للرد عنها مكايد العداة في نحرها؛ قد تمكن منها الكفر على كره من الإسلام، واحتاج من أبى إسلامها بعد أن صابر وصبر إلى الإسلام.
وكانت مودودة فعادت مؤودة. وصارت مغصوبة بعد أن كانت عارية من الكفر مردودة. وإذا أفكر من خذلها؛ وما أخذ لها؛ وغاب عنها وما حضرها؛ علم أنها أسيرة إهماله، وأخيذة إغفاله. وحاشى أن يكون المجلس بالغيبة عنا راضيا، وعن النجدة عند تحقق الحاجة إليها متغاضيا.
وما بقي للفرنج مع استيلائها

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست