responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 225
الدرج، وأشعلوا الخرصان في ليل النقع عوض السرج. وقربوا من تل العياضية، وعليه خيم اليزكية، والنوبة فيها للحلقة المنصورة الناصرية، والعصبة الموصلية. فلما بصرت بهم ثارت إليهم، ودارت عليهم. وأنهضت بنات الحنايا من خدودهم إلى الخدور، وأوردت ظماء منهم ماء التامور.
وأنبعت بالنبع من عيونهم العيون. واستخرجت بالضرب من أعناقهم الديون. وطيرت بإطارة السهام إلى الإحداق بهم الإحداق، وخاطت الآماق وما أخطأت الارماق. وصار كل سهم شهم، وخطر في محل خاطر أسرع من وهم.
وركب السلطان من خيمته وتقدم إلى تل كيسان، ووقف ينهض بعد الفرسان
الفرسان، فلم تزل وجوه البيض تحمر، وثنايا السمر تفتر، وذيول النقع تنجر، وصفحات الجو تغبر، وأرجاء رجاء النصر تخضر، إلى أن جن الظلام، وكف الكفر وسلم الإسلام.
وكانت الدائرة على الكفرة، فاعرضت بالوجوه المتنكرة، وابنا بالأنوار المسفرة. ومر الألماني متألما، ومن ظلمة حاله متظلما، وبكلوم قلبه متقلبا متكلما. وقد عاين ما عاناه من العناء، وشق عليه ما شق مرائره من الشقاء، وبلى مما بلى به من البلاء. وعلم ما جهله، واستصعب ما استسهله وذاق ما ضاق به ذرعه، وكاد يتم في القتلى رصعه لو تم صرعه، لكنه تجزع من الغصص ما سهل عليه الموت جرعه. وتاب وما ثاب، وأبى الرجوع إلى اللقاء لما آب. وحينئذ جدوا في قتال البلد وحصاره، واتباع ليل الجد فيه بنهاره.

ذكر برج الذبان
وعند ميناء عكاء في البحر برج يعرف ببرج الذبان، وهو في حراسة المينا عظيم الشان. وهو منفرد عن البلد، محمي بالرجال والعدد. وقصد الفرنج حصاره قبل مجيء ملك الالمان، في الثاني والعشرين من شعبان. ببطس كبار جهزوها، ومراكب عظام وآلات أبرزوها. ومكر مكروه، ودبر دبروه. وبغى غي بلغوا غاياته، وريب رأى رفعوا راياته. وشر شرك ألهبوا شراره، وأيد كيد أرهفوا غراره. وعنان عناد أطلقوه، ولسان ضرام أذاقوه. ويد بطش بسطوها، وعقلة معالقة أنشطوها.
وأحد تلك المراكب قد ركب برج على رأس صاريه، لا يطاوله طود ولا يباريه. وقد حشي حشاه بالنفط والحطب، وضيق عطنه لسعة العطب. حتى إذا قرب من برج الذبان والتصق بشرافاته، أعدى إليه بآفاته. ورميت فيه نار فاحترق، واحترق من الستائر والأخشاب ما به التصق، واستولت النار على مواقف المقاتلة
فتباعدوا عنها، ولم يقربوا منها. فسهل عليهم فيه التسلق، ولم يصعب به التعلق.
وملئوا بطسة أخرى بأحطاب، يسري فيها

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست