responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 197
والأسوار خلت، والبلاد قد عم، والخندق قد طم. وأنتم إن تم هذا عراكم العار، وأظلم على الدنيا والدين بليله النهار.
فاحتمى السلطان واحتد، وشد واشتد. وكرب وركب، وكان يحسب هذا فجاء كما حسب. وزحف إلى الفرنج ليشغلهم عن الزحف، ويصرفهم عن الفتح بالحتف. وذلك في العشرين من ربيع الأول يوم الجمعة، بالجحافل المجتمعة، والغماغم المرتفعة، والصوارم الملتمعة، والصلادم الممتنعة، والأسنة المشرعة، والأعنة المسرعة. والحوائم المنتجعة من النجيع، والبيارق المختفقة كأزهار الربيع.
واتفق في هذا اليوم وصول عماد الدين صاحب دارا (محمود ابن بهرام الارتقي)، بالجمع الوافر الوفي، والعسكر النخى النقي. وسار إلى القتال على حاله، بخيله ورجاله. وضايقهم السلطان مضايقة عظيمة، ولم تزل جادة الجد في مقاومتهم مستقيمة، حتى دخل الليل، ولغبت الخيل. فقوى تلك الليلة اليزك، وألزمهم في الحفظ والدرك. ورجع إلى مخيمه ساهدا ساهرا، مجاهدا بالبكور نحوهم مجاهرا.
فلما أصبح يوم السبت صبحهم بالحرب، وسبحهم على بحر الكر والكرب. ورجل الرجال اليهم، وأنزل النوازل عليهم. وانتزج بياض النهر بسواد النقع، واتسع خرق الواقعة على الرقع. وانقضى اليوم وقد انقرض القوم. وتفرق الجمعان وقت العشاء، عن قتيل غريق في الدماء، أو جريح على بقية الذماء. وبات الناس في السلاح شاكين، وبنار المذاكي ذاكين، ولما تم منهم وعليهم حاكين.
ورجع السلطان إلى خيمة ضربت له على تل العياضية، وقد ألزمته البسالة الطبيعية، بالرتوع في رياض الأخلاق الرياضبة. وأصبح يوم الأحد راجعا إلى قتال أهل الأحد، واستن من الجد على أنهج الجدد، وأمر بانتقال السوق إلى قربه ليقرب من العسكر، وأيده الله بالنصر الأظهر والظهور الأنضر. وأقام كذلك وهو في كل يوم يغدو وينازل، ويعدو ويقاتل.
ثم نقل يوم الأربعاء الخامس والعشرين الأثقال إلى المخيم لئلا يغيب حاضر، ولا يصاب عن الورد صادر. وليكون غلمان العسكر للحرب مباشرين، ولمعشر الكفر
بإدارة كؤوس الردى عليهم معاشرين. فانتدب منهم إلى الحرب كل مجترئ للوقائع مجترع، وكل محترق على نار الهيجاء للهياج مقترج. وكل وقاح بالحراب وقاع، وكل ضرار بأرداء الكفرة نفاع. وكل غلام له من هيجان الحمية لغام، كل أسد غدا إلى الشد له في حومة المأزق زئير وبغام. وكل متلاف للغيرة متلاف، وكل جاف عن سوى السوء متجاف. وأخذوا من بيت السلاح السيوف والتراس، وطلبوا بقصد العدو والاقتناص والافتراس. وأبلوا بلاء حسنا، وأوضحوا بالنكاية في العدو سننا.
ووصل في صبيحة يوم الخميس السادس

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست