نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب جلد : 1 صفحه : 182
والسراحين السارحة، والثعابين الجارحة. والتماسيح المزدردة، والشياطين المتوقدة. والزانات والزنيات، والهنديات واليمانيات.
وكان يوم وصول العادل مشهودا، لم يترك في كل ما يراد من القوة مجهودا.
وأقبل في روع ظاهر وضوع باهر. وبشر ذائع، ونشر ضائع. وحبور تام، وسرور عام. وهزة وطرب، وعزة وأرب. وقلنا: سيف الدين المنتضى، وناصر الإسلام المرتضى، وغياث الأنام المرتجى، وسلطان جيوش المسلمين المجتبى. لقد نص النصر، وكف الكفر. وسلم الإسلام، ونام الأنام. وأمن الإيمان، وتسلط السلطان. وحليت الأحوال وفرغ البال، وبلغت الآمال، ونيل رجاء الرجال، وأزيل إبطاء الأبطال. ووردت زناد الأجناد، ورويت ظماء الصعاد. فما بعد اليوم إلا بعد القوم. وإدراك ما استقام من النهج، وهلاك من أقام من الفرنج.
ونزل الملك العادل في مخيمه، وقدم اليمن بمقدمه. وتقدم السلطان إلى راجل دمشق والبلاد فحضر، وضايق الفرنج به وحصر. ولم يخل العدو في كل حين من حين، وفي كل وقت من مقت؛ وفي كل شأن من شين. وفي كل بقعة من وقعة، وفي كل صقع من صقعة. وفي كل ليلة من بلية، وفي كل سحرة من كيسة بالكناية فيهم ملية. والملك العادل يركب في كل يوم ويبلى ومن جهده في القتال لا يخلى. والفرنج على البلاء صابرون، وللعناء والعناد مكابرون لا يبرزون ولا يبارزون، ولا يجاوزن خنادقهم وهم فيها متحادزون.
ذكر فصل إلى الديوان العزيز واشتمل على مجاري الأحوال
قد تقدمت المطالعة بمنازلة العدو المنازل بالنوازل، ومجاولة أهل الغواية بالغوائل، ومقاتلة طواغيت الكفر الواصلة في البحر بعدد أمواجه إلى الساحل. وقد نزلوا على عكاء المحروسة، براياتهم المنكوسة، وآرائهم المعكوسة. وحشودهم المجموعة، وجموعهم المحشودة، وظلال الضلال الممدودة، وإقدام الأقدام المصدودة المسدودة.
وقد مضت ثلاثة أشهر شهر بها التثليث على التوحيد سلاحه، وبسط الكفر جناحه، وحصل الشرك على قروحه وعدم اقتراحه. وقتل من الفرنج وعدم في الوقعات التي روعت؛ والروعات التي وقعت؛ أكثر من عشرين ألف مقاتل، من فارس وراجل، ورامح ونابل. فما اثر ذلك في نقصهم، ولا أرث إلا نار حرصهم. وما فلل حد حديثهم الحادث، ولا قلل عدد كثيرهم الكارث. ولا غضوا عيون أطماعهم، ولافضوا ختوم اجتماعهم. ولا ردوا وجوههم عن مواجهة الردى، ولا قطعوا أملهم عن الوصول إلى المدى، ولو قطعوا بالمدى، وهم لمواضعهم ملازمون، وفي مصارعهم جاثمون، وعلى
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب جلد : 1 صفحه : 182