responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 179
ذكر وصول ملك الألمان
ونما الخبر بوصول ملك الألمان إلى قسطنطينية في عدد دهم دثر، ونظم من خيله ورجله ونثر. وهو على قصد العبور إلى بلاد الإسلام، وقطع بلد الروم والأرمن إلى الشام. وأنه في ثلاثمائة ألف مقاتل، من كل سالب باسل، وطالب باطل. وجهم جهنمي، وأشقرى سقرى، وأنمش افعواني، وصل صليبي صلائي. وأرقش حنشي، ومستعر سعيري. ومحرب لظوي، ومغوار ناري. وضار بالقرن ضار، وجار للدرع جار. وكل ذئب عاسل، ذاب بعاسل. وأزرق لأبيض مشتمل، وأصهب لأسمر معتقل. وكل جحيمي جاحم، وجمري فاحم. وحربي بحري، وبار برى. وقاطع في طريق الوصول، وراحل بقصد الحلول. وناز إلى النزال، وصال بنار الصيال. ومشمر على الموت متمرن، ومتحين إلى المنون متخنن.
وفيهم ستون ألف فارس مدرع مقنع، ما له سوى السوء من مقنع. وأنه مع الألماني ملوك وكنود، وكل شيطان لربه كنود. وكتب صاحب قلعة الروم مقدم الأرمن وهو في قلعة على الفرات؛ ومن أهل الذمة في المأمن. يبدى تنصحا واشفاقا، وتخوفا على البلاد واحترافا. ويقطع بأن الواصلين في كثرة، وأن الناهضين إلى طريقهم في عثرة. وأبرق في كتابه وأرعد، وأبدع بخطابه وأبعد.
ولا شك أنه إلى جنسه النجس مائل، وبملاءة أهل ملته قائل.
ولما وصل هذا النبأ وقيل إنه عظيم؛ وورد هذا الخبر وخيل أنه اليم؛ كاد الناس يضطربون، على أنهم يصدقون ويكذبون، ومن طرف كل حبل من الرأي يجذبون. وقلنا: أن وضح هذا الخطر؛ وصح هذا الخبر؛ فالمسلمون يقومون لنا ولا يقعدون، ويغضبون لله ولا يرضون أنهم لا يعضدون. على أن ناصرنا ومؤازرنا ومظاهرنا.
وحققنا بإظهار القوة لمن استوحش التأنيس، وبثثنا بالإرسال إلى بلاد الروم عيونا وجواسيس. وندبنا رسل الاستنصار، وبعثنا كتب الاستنفار إلى جميع الأمصار والأقطار. وقلنا: ما هذه المرة إلا مرة، ولا يسيغها إلا كل مريء أبى، وما هذه الكرة مثل كل مرة، ولا يحضرها إلا كل كميش كمى.

ذكر رسالة دار الخلافة
وعول السلطان على (القاضي بهاء الدين بن شداد، يوسف بن رافع ابن تميم) ليكون كتابه إلى الديوان العزيز مع رسول كريم. وقال له: ما احتاج أوصى، وأنت تستوفي القول وتستقصى. وجعل له إلى كل ذي طرف في طريقه رسالة، وأودعه إليه مقالة.
فسار من عندنا في شهر رمضان مغذا، يبذ خيل العزم بذا، وبجذ حبل السير جذا. ووصل إلى حلب والقاضي ضياء الدين القاسم بن يحيى ابن عبد الله

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست