responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 323
وهي جزء صغير من مجموع المناظرات التي دارت بين الفريقين.
ج- المقاومة المسلحة: لم يكتف علماء المغرب بالمقاومة السلبية والمقاومة الجدلية، بل منهم من حمل السلاح وخرج ليقاتلهم، فهذا جبلة بن حمود الصدفي ترك سكن الرباط ونزل القيروان، فلما كلم في ذلك قال: كنا نحرس عدواً بيننا وبينه البحر، والآن حل هذا العدو بساحتنا، وهو أشد علينا من ذلك وقال: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك [1]. واستدل بقوله تعالى: " يا أيهّا الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " (التوبة: 123) ومنهم الإمام: أبو القاسم الحسن بن مفرج ت 309هـ الذي كان من أوائل من خرج على الشيعة ومات شهيداً، قتله عبيد الله المهدي وصلب هو ورجل يدعى أبا عبد الله السدري الذي كان من الصالحين وكان قد بايع على جهاد عبيد الله وجعل يحث الناس على جهاده فبلغ خبره عبيده الله، فأمر بقتله [2]، ثم إن العلماء خطوا خطوة أكبر بإصدار فتوى بوجوب قتال الدولة الفاطمية العبيدية وكان ذلك بعد اجتماع وتشاور بين علماء السنة وتحالفوا مع أهل القبلة ضد الفاطميين الذين حكموا عليهم بالكفر لمعتقداتهم الفاسدة قال الشيخ الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن الخولاني: خرج الشيخ أبو إسحاق السبائي رحمه الله - مع شيوخ إفريقية إلى حرب بني عبيد مع أبي يزيد، فكان أبو إسحاق يقول - ويشير بيده إلى عسكر أبي يزيد هؤلاء من أهل القبلة وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة - يريد عسكر بن عبيد - فعلينا أن نخرج مع هذا الذي من أهل القبلة لقتال من "هو" على غير القبلة -، فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، لأنه خارجي، والله عز وجل يسلط عليه إماماً عادلاً فيخرجه من بين أظهرنا ويقطع أمره عنا. والذين وخرجوا معه من الفقهاء والعباد: أبو العرب ابن تميم، وأبو عبد الملك مروان نصروات وأبو إسحاق السجائي وأبو الفضل وأبو سلمان ربيع بن القطان (3)
وغيرهم كثير [4] وفي الموعد المحدد خرج العلماء ومن ورائهم وجوه القوم وعامتهم في أعداد غفيرة لا يحصيهم عد، ولم يتخلف من العلماء والصلحاء أحد إلا العجزة، ومن ليس عليهم خرج، وكان ربيع القطان في طليعة الصفوف راكباً فرسه، وعليه آلة الحرب متقلداً مصحفه وهو يقول: الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك وأعداء نبيك [5] وقد أبلى العلماء في تلك المواجهة بلاء حسناً، وقدموا صور حقيقيه للجهاد في سبيل الله لأعداء الإسلام، واستشهد منهم مالا يقل على الثمانين عالماً، منهم ربيع القطان والمميس وغيرهما، وأظهروا شجاعة نادرة وتفانياً

[1] رياض النفوس (2/ 169 - 172).
[2] الدولة الفاطمية العبيدية للصَّلاَّبي ص 78.
(3) المصدر نفسه ص 78 ..
[4] معالم الإيمان (3/ 37 - 42).
[5] البيان المغرب (1/ 218).
نام کتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست