نام کتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 279
من كان يغزو بلاد الشَّرك مكتسباً ... من الملوك فنور الدين مُحْتَسِبُ
ذو غرة ما سمت والليل معتكر ... إلا تمزق عن شمس الضحى الحُجُبُ
أفعاله كاسمه في كل حادثةٍ ... ووجهه نائبٌ عن وصفِهِ اللقَّبُ
في كلَّ يوم لفكري من وقائعه ... شغل فكل مديحي فيه مُقْتَضَبُ
من باتتِ الأُسدُ أسرى في سلاسله ... هل يأسر الغُلْبَ إلا من له الغَلَبُ (1)
إلى أن قال:
هذا وهل كان في الإسلام مكرمة ... إلا شهِدتَ وعُبَّادُ الهوى غَيَبُ
وقيل فيه قصائد كثيرة شعراء عصره بسبب فتوحاته ومعاركه التي خاضها مع الصليبيين. وعلى أثر مقتل ريموند دى بواتيه، اضطربت الأوضاع السياسية في أنطاكية، وحلت الفوضى بها واستولى الهلع على كافة الناس وأن الأرض صارت ممهدت أمام قوات نور الدين، لأن الحرب أخذت زهرة الجيش، وأمير البلاد، ولم يعد هناك من يقدم حماية قوية ضد الأخطار التي هددتهم وطبيعي أن سعي نور الدين إلى الإفادة من انتصاره فعمل على الاستيلاء على عدد من الحصون الأنطاكية في كل الوادي الأوسط لنهر العاصي، ومنها أزمان وأنب، وعم، واجتاح سهل أنطاكية حتى بلغ ميناء السويدية (سان سيمون) وبذلك قضى على المراكز الصليبية الأمامية الواقعة بين حلب وأنطاكية، بل إنه هدد أنطاكية نفسها وحاصرها واتفقت معه المدينة على الاستسلام في حالة عدم مقدم الملك الصليبي بلدوين الثالث، وبالفعل حضر وفرض حصاره على حصن حارم ولما باء بالفشل، عاد أدراجه إلى أنطاكية وعقد هدنة مع نور الدين [2]. واتجه نور الدين محمود إلى أسر أمير أنطاكية رينودى شاتيون مثلما فعل ذلك من قبل مع جوسلين الثاني وبالفعل تم أسره حوالي عام 558هـ/1162م على نحو بعث الاضطراب في تلك الإمارة الصليبية وبصورة عكست أن أسلوب أسر حكام الإمارات الصليبية، مثل أفضل الأساليب حينذاك التي من خلالها يتم إضعاف ذلك الكيان الصليبي وبعث الاضطراب والفوضى في صفوف أبنائه بصورة أو بأخرى [3].
ج- الاستيلاء على أفامية: سار نور الدين إلى حصن أفامية سنة 544هـ وكان حصناً منيعاً على تل مرتفع عال من أحصن القلاع وأمنعها وكان من به من الفرنج يغيرون على
(1) كتاب الروضتين (1/ 175). [2] إمارة أنطاكية الصليبية، حسين عطية ص 236. [3] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 174.
نام کتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 279