responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 24
أخيه قطب الدين [1]، ويضيف ابن الأثير سبباً آخر دفع هؤلاء الأمراء إلى استدعاء نور الدين هو: كراهيتهم وحسدهم للوزير جمال الدين ولأمير الجيش زين الدين على كجك للمكانة التي كانا يتمتعان بها في الموصل [2]. وقد لقيت هذه البادرة قبولاً طيباً عند نور الدين، وطمع في ضم بلاد الجزيرة والموصل تحت ملكه ليتحقق له توحيد الجبهة الإسلامية في ظل قيادة موحدة وباعتباره الوريث الشرعي لملك أخيه سيف الدين فجّد نور الدين في السير وقطع الفرات متجهاً إلى سنجار فاستولى عليها [3]، وكان رد الفعل عنيفاً في الموصل بعد دخول نور الدين سنجار، إذ انزعج قطب الدين وأمراؤه المخلصون وعّدوا ذلك اعتداء مباشراً عليهم على اعتبار أن سنجار تابعة لهم فتجهز قطب الدين وخرج بعساكره نحو سنجار، فنزل بتل يَعُفر (4)
وأرسل جمال الدين الوزير، وزين الدين كجك أمير الجيش إلى نور الدين كتاباً ينكران عليه إقدامه على الأخذ سنجار واعتدائه على أملاك أخيه قطب الدين مودود، وهدداه بقصده إن هو لم يرحل عن البلد، ولكن نور الدين لم يلتفت لتهديدهما ورد عليهما
بقوله: إنني أنا الأكبر وإني أحق أن أدبر أمر أخي له منكم وما جئت إلا لمَّا تتابعت إليّ كتب الأمراء يذكرون كراهيتهم لولا يتكما عليهم، فخفت أن يحملهم الغيظ والأنفة على إخراج الأمر من أيدينا وأما تهديدكم إياي بالحرب والقتال، فأنا لا أقاتلكم إلا بجندكم [5]، أدرك الوزير جمال الدين محمد، وزين الدين على ما ينطوي عليه هذا الرد من أخطار، فأشارا على قطب الدين مودود بمصالحة أخيه والتنازل عن بعض المواقع في الشام والتي كانت تتبع الموصل مثل حمص، والرحبة والرَّقة [6]، مقابل انسحاب نور الدين من سنجار والعودة إلى حلب، فوافقهما قطب الدين، وتّم الاتفاق بين الأخوين وانسحب نور الدين من سنجار محملاً بالكنوز التي كانت بخزائن سنجار في أيام أبيه ([7]
وقد بلغت العلاقات بين الأخوين درجة من التحسن جعلت نور الدين يقدم في عام 554هـ (1159م) على اختيار قطب الدين ليخلفه في حكم بلاده عندما أحسّ بضعفه ومرضه، وقد أنفذ نور الدين إلى أخيه قطب الدين وفداً يخبره

[1] الباهر ص 95 زبدة حلب (2/ 296) الحياة العلمية ص 48.
[2] الباهر ص 95 الحياة العلمية ص 48.
[3] الباهر ص 95، 96 الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 48.
(4) تل يعفر: ويقال أعفر: وهو اسم قلعة وربض بين سنجار والموصل ..
[5] الباهر ص 96، الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 49.
[6] الرّقة: مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حَّرن مسيرة ثلاثة أيام.
[7] الباهر ص 96 - 97، كتاب الروضتين نقلاً عن الحياة العلمية ص 49 ..
نام کتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست