نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 85
الوقت نفسه ـ للجناحين الآخرين بتطويق مؤخرة العدو إذا تعرض الوسط للمهاجمة، لقد اعتمد جنكيز خان في بناء جيشه على مبدأ الشعب المسلح، كما اعتمد خطط الحرب الخاطفة، وكانت المسافة الأرتال الثلاثة لا تتعدى مسيرة يوم واحد، وكان جنكيز خان يتقدم بجيشه ليلاً ونهاراً، فقد تمكن جيشه من قطه مسافة 1130كم في خمسة عشر يوماً أثناء حملته على بولونيا ومسافة 450كم في مدة ثلاث أيام أثناء حملته على هنغاريا، وقبل وصوله إلى هدفه بأيام قليلة كان تقدمه ليلاً فقط، وفي منتهى الكتمان، ثم يعقب ذلك التسلل هجوم عنيف ومفاجئ فجراً، وكان يستخدم إشارات الميدان أثناء القتال، وكان يستعمل الأعلام نهاراً والمصابيح أو إضرام النار ليلاً، ولقد استخدم جنكيز خان في حروبه جميع خطط المخادعة والمباغتة، وكان يعقد المعاهدات مع خصومه لشلهم وبذل الشقاق في المملكة التي يريد دمارها قبل إعلان الحرب عليها، وكان يرسل عناصر من استخباراته لشن حرب نفسية على أعدائه قبل أية معركة، وكان يستخدم حرب الصاعقة لقهر جيوش أعدائه، وعلى الرغم من أن جنكيز خان سفاح ووثني، إلا أنه إمتاز بالزعامة والقيادة وتمكن من تأليف أقوى جيش، وتأسيس أقوى إمبراطورية عرفها تاريخ القرون الوسطى [1].
ش ـ الاتصالات في الجيش المغولي: لقد اهتم جنكيز خان كثيراً بالاتصالات، لقد كانت الاتصالات في الجيش المغولي، كالآتي:
ـ الاتصالات بين التشكيلات، وكانت تقام بأسلوبين ـ الأول: بواسطة المخابرة البصرية، وتتم نهاراً لاعطاء الإشارة بالعلم الذي حمله حامل العلم المرافق لقائد التومان، وليلاً بواسطة فانوس أحمر، وكانت إشارة واحدة من العلم أو الفانوس كافية لتحريك السراية بالنظر إلى الحركة المطلوبة. الثاني: الاتصالات بين مقر الجيش في الجبهة ومجلس الحرب الأعلى في العاصمة (قرة قورم) وتتم هذه بواسطة آمر خط المواصلات، وكالآتي: كان الطريق بين الجبهة والعاصمة يقسم إلى قواطع، يكون مركز كل منها في أكبر مدينة في ذاك قاطع، كان (الداروجا) أو آمر خط المواصلات آمراً لمركز الاتصالات أو كما يسميه المغول (يام)، يوجد في هذا المركز آمر مركز الاتصالات، وكاتب لتسجيل وقت مرور السعاة ومغادرتهم المركز، والأشخاص الذين مروا بهم في ذهابهم إلى الجبهة أو إيابهم إليها، وعدد [1] الغزو المغولي لديار الإسلام صـ90.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 85