نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 75
ـ وشرع أن أكبر الأمراء إذا أذنب، وبعث إليه الملك أخس من عنده حتى يعاقبه، فإنه يلقى نفسه إلى الأرض بين الرسول، وهو ذليل خاضع حتى يمضي فيه ما أمر به الملك من العقوبة ولو كانت بذهاب نفسه.
ـ وألزمهم ألا يتردد الأمراء لغير الملك، فمن تردد منهم لغير الملك قتل، ومن تغير عن موضعه الذي يرسم له بغير إذن قتل.
ـ وألزم السلطان بإقامة البريد حتى يعرف أخبار مملكته.
ـ وجعل حكم الياسه لولده جغتاي بن جنكيز خان، فلما مات التزم من بعده أولاده وأتباعه حكم الياسه، كالتزام أول المسلمين حكم القرآن وجعلوا ذلك ديناً، لم يعرف عن أحد منهم مخالفته بوجه [1].
ب ـ ما كتبه المؤرخ الفارسي الجويني عن الياسا: قبل المقريزي 845هـ بما يزيد عن قرن ونصف، كتب المؤرخ الفارسي عطا الملك الجويني ت 681هـ عن الياسه بتفصيل أكثر ولكن عبارة المقريزي تعتبر في الحقيقة خلاصة وافية لما جاء عند الجويني، على أن الأخير قد زاد في الحديث عن ناحية هامة لها أكبر الأثر في حياة المغول العسكرية هي مباريات الصيد [2]، التي كانوا يعنون بها عناية كبيرة كلما فرغوا من القتال، إذ كانت في الحقيقة هي رياضتهم المحببة إلى نفوسهم، ولكنهم كانوا يتخذونها وسيلة لإعداد أنفسهم إذا ما جد الجد ودعوا لحمل السلاح وخوض غمار المعارك، فهم في حلبات الصيد يدربون أنفسهم على ما سيفعلونه في وقت الحرب، ويقفون صفوفاً منتظمة كما يقفون في ميادين القتال تماماً ويأخذون منهم الآلات والأسلحة اللازمة للتدريب على استعمالها، وهم بالإضافة إلى هذا مكلفون بتسقط أخبار الأعداء والتجسس عليهم، يقول بارتولد: ومن الوسائل القيمة التي تعمل على حفظ النظام وتدريب الجند واختبارهم، حملات الصيد التي كانت تعد على نطاق واسع، وفيها تراعى جميع الأوامر الخاصة بالنظام الحربي بنفس الدقة التي تراعى بها إبان الحرب [3].
وكان يشرف على ميادين الصيد كبار الأمراء الذين يصطحبون معهم الخوانين والسراري، ويتزودون بمختلف المأكولات والمشروبات، وتمتد هذه المباريات من شهر إلى [1] المغول د. الصياد صـ342. [2] تاريخ جهانكشاي للجويني (1/ 19 ـ 21) المغول للصياد صـ342. [3] دائرة المعارف الإسلامية، الترجمة العربية ج 7 العدد الرابع صـ 137 مادة جنكيز خان المغول صـ343.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 75