نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 63
وفي عام 610هـ/1123م، توجه جنكيز خان إلى الصين للمرة الثانية وكان هدفه السيطرة على طريق كالجان ـ بكين الإستراتيجي، فاستولى على هسوان ـ هوا، وهي أول مدينة حصينة على هذا الطريق وسقطت بيده، تباعاً، باور ـ آن، وهواي ـ لاي، ثم اجتاز ممر تشو ـ يونج ـ كوان"نان ـ كو" المظلم، جنوب غربي هواي ـ لاي، الذي تتحكم فيه حصون منيعة تسيطر على المنطقة التي ينحدر منها السور العظيم نحو بكين، ثم وصل جنكيز خان إلى مدخل سهل شرقي الصين الكبير الممتد من بكين إلى نان ـ كنج، فسيطر بذلك على الطريق المؤدية إلى الأراضي الصينية وفي المنطقة الشمالية الشرقية استولى على قلعة كويبي ـ كو التي تتحكم بالممر الرئيسي ما بين جيهول "شانغ ـ تي" وبكين في الشمال الغربي للبلاد، استولت قواته على تا ـ تونغ المعقل الهام الذي يقع بين خطي سور الصين، ويسيطر عل إقليم شان ـ سي انتهز جنكيز خان حالة الفوضى الناتجة عن قيام أحد الأمراء بقتل ملك الذهب وي ـ شاو، في ربيع الآخر 610هـ/آب/أيلول 1213م، وقام بهجوم واسع على وسط مملكة كين من ثلاثة محاور.
ـ قاد بنفسه الجيش الأوسط ومعه ابنه تولوي"تولي" وزحف من السهل العظيم، سهل الصين الشرقي إلى وسط الصين، متجنبا الهجوم على بكين بعد أن وضع قوات قبالتها، ثم انعطف إلى الجنوب، فنهب المدن تباعاً، بدءاً من باو ـ تونج جنوباً حتى بكين شمالاً، ومن بكين قطع جنكيز خان مسافة جاوزت 300ميل من الشمال إلى الجنوب ولم يتوقف إلا عند وصوله إلى هو ـ باي، على النهر الأصفر حيث لم تستطع خيوله عبور النهر لغزارة مياهه وسرعة جريانه وبعد ذلك توجه جنكيز خان إلى المنطقة الجنوبية الشرقية ووصل إلى سهل شانتونج الخصيب، وأحتل مدينة تسي ـ تان ثم انتقل إلى مرتفعات تاي ـ شان وسار نحو الشرق وسيطر على مدينة لان ـ شان على الجانب الأقصى لحدود إقليم شانتونج، فسقطت بيده القلاع الصينية الواحدة تلو الأخرى [1]، باستثناء بعض الحصون المنيعة التي عجز عن اقتحامها، ثم رجع سور الصين العظيم، بعد ان نهب سهل الصين الشرقي [2].
ـ أما الجناح الأيمن من الجيش، الذي قاده جوجي وجغتاي وأوكتاي، أولاد جنكيز خان، فسار إلى القطاع الغربي من هو ـ باي عن طريق بوا ـ تنبح وشانتو، واقترب من هواي ـ [1] حروب المغول د. أحمد حطيط صـ36. [2] حروب الغول صـ26.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 63