نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 59
جاءت خيول جنكيز خان على حين غرة، فأعملت السيوف في رقاب رجاله [1].
جرح وانج خان وابنه توكتا بك، وفرا هاربين، ونهبت العشيرة وسبي النساء ووقع جاموكا بيد جنكيز خان، فأمر بخنقه بخيوط من الحرير [2]، وقطعت أوصاله وأعضاء جسمه [3]، كما قتل وانج خان وابنه بعد فرارهما من قبل أتباعهما وأرسل رأس الأب بصفيحة من فضة هدية إلى جنكيز خان [4]، وبذلك انقرضت قبيلة القاربات، وأخذت القبائل الضعيفة منها والقوية على اختلاف أديانها تعرض الطاعة والإخلاص لسيد آسيا الجديد، جالبة معها كل ما لديها من آثار المدينة وخلاصة العلوم، وبعد هذا أنعم جنكيز خان على الغلامين اللذين أعلماه بهجوم وانج خان وذريتهم، فجعلهم (ترخانية) ـ أي أحرار ـ لا يكلفون بشيء من الحقوق السلطانية، وما يغنمونه من الغزوات تكون لهم بالكامل، ولا يأخذ منهما أي شيء للملك، كما أعطاهم الحق لدخولهم إلى الملوك بدون إذن، وعدم معاقبتهم على إي ذنب إلى تسعة ذنوب [5].
ومن الذين وقعوا في أسر جنكيز خان تاتأنجو، وهو من الأويغوريين وكان يعمل كاتباً لملك النايمان، فأدخله جنكيز خان في خدمته، وقرر استخدام الأويغورية، وتولى هذا الرجل تعليم هذه اللغة وكتابتها لأبناء جنكيز خان وأبناء الطبقة الراقية من المغول، وكان لهم نفوذ[1] قوي على أكوتاي بن جنكيز خان وخليفته في الحكم [6].
ثالثاً: مملكتا، النيمان وخضوعهما تحت سيطرة جنكيز خان.
كان النيمانيون يمثلون إحدى القوى الكبرى التي جابهت المغول في ظهوره وبروزهم كقوة عالمية ذات إمبراطورية شملت معظم أراضي قارة آسيا وأجزاء كبيرة من أوربا، والنيمان يرجعون في أصلهم إلى العنصر التركي، وقد كانت أراضي (النيمان) قديماً تعد ضمن الحدود التقريبية التالية، حيث يحدها من الشمال أراضي قبائل (القرقيز)، كما تحدها من الجنوب ممتلكات قبائل (الاويغوريين)، أما حدودها من الشرق ملاصقة لأراضي قبائل (كرايت) و (المركيت)، أما من الناحية الغربية، فيحدها (القراخطائيون)، وكان ملوكهم أو خاناتهم [1] الغزو المغولي لديار الإسلام صـ45 [2] المغول للعريني صـ52. [3] الغزو المغولي لديار الإسلام صـ45. [4] المصدر نفسه صـ45. [5] المصدر نفسه صـ45. [6] المغول للعريني صـ53.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 59