نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 57
بالنصرانية، وكان جنكيز خان من غير قبيلته، ولكنه مؤيد له وملازم له منذ الطفولة، لم يرق انتصار جنكيز خان في عيون رؤساء قبائل الكرايت حلفائه فأضمروا له الشر سراً ووشوا عنه إلى وانج خان حتى اتهمه الأخير بالخيانة، وهم باعتقاله، وأرادوا قتله بزعامة "توكتابك بن طوغرل بك"، و (جاموكا) عدو جنكيز خان اللدود وفي مساء أحد الأيام، بينما كان جنكيز خان مع ستة ألف من محاربيهم تصحبهم العائلات معسكراً في أحد المناطق، أخبرته دورياته بأن قبائل الكرايت تتجمع، وتتقرب من معسكرهم دلالة على عزمهم الهجوم ليلاً على المعسكر، وقرر جنكيز خان التملص من عدوه لأنه ضعيف تجاه خصمه من ناحيتي القوة والسرعة، لأن العائلات برفقته، تركب العجلات التي تسحبها الثيران، والعجلات التي تجرها الجمال، في هذا الوقت، انضم إلى جنكيز خان غلامان من خدم وانج خان، فأعلماه بالقضية وأن وانج خان يريد القبض عليه [1].
وضع جنكيز خان خُطَّته وطلب من قادته تنفيذها حرفياً بكلِّ دقة وهُدُوء وانتظام وكانت خطته:
أ ـ سحب الماشية والعائلات على أن تركب عجلات الجرِّ الخفيفة التي تجرُّها الجمال، وتسير إلى موضع مستور إلى خلف منطقه المعسكر بـ 12 كم.
ب ـ ترك الخيام منصوبة، والنار مضرمة فيها، والعجلات بثيرانها، كما لو كان المعسكر آهلا.
ج ـ قيام "جنكيز خان" وجماعة بستر انسحاب الماشية والعائلات في صباح اليوم التَّالي، انحدرت قبائل الكرايت إلى معسكر جنكيز خان ولما رأوا المعسكر خالياً وأدواته فيه، اعتقدوا بأن جنكيز خان قد فرَّ برجاله وعائلاته خوفاً وفزعاً، ما جعلهم يتباطئون في تعقبهم، كان جنكيز خان مُتخفياً مع رجاله وراء أرض مرتفعه، يفصلها عن أعدائه، نهر صغير، تاركاً أمر مراقبة الجبهة للخفراء، ولمَّا تقدَّمت خيَّالة"الكرايت" الخفيفة منها تسبق الثقيلة، انقض"جنكيز خان" وجماعته فجأة ـ عليهم وقتلوا جميع مقدِّمة العدوِّ، وأبادوهم دون أن يكون للقسم الأكبر علم بذلك. وبعد مدة ظهر وانج خان وقادته يقودون القسم الأكبر من قوَّاته وهكذا فقد دنت ساعة المعركة الحاسمة فوضع جنكيز خان خطَّته كالآتي: [1] الغزو المغولي لديار الإسلام صـ42.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 57