نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 52
الأوئل مضرب الأمثال، ومن طباع سكان الخيام، المحبة الشديدة للأصدقاء التي لا يضارعها إلا الكراهية البالغة للخصوم [1]. ومن الدروس والعبر:
إن الزعماء يمرون بظروف قاسية تظهر حقيقة معدنهم ويتعلمون من أحداث الزمان ويتربون على تحمل المشاق، ومن أهم صفات قادة الأمم والشعوب والدول، الشجاعة والإقدام وأجادت المهارات اللازمة، مع شخصية كارزمية متفوقة على من حولها، مع الترفع عن المصالح الذاتية من أجل الصالح العام، ولا يخلو الزعيم من أخلاق يأسر بها الأتباع مع طموح كبير وإصرار لتحقيق الهدف.
3 ـ زواج تيموجين وبذله يمين الولاء لزعيم الكرايت: أنجز تيموجين من الأعمال، ما جعله يفكر بعدها في الزواج، ولا سيما أن أباه عقد له خطبة على بورتة ابنة زعيم القنقرات النازلين على نهر كيرولين، وزاد في فرح صهره وسروره ما أصبح عليه تيموجين من متانة البناء والقوة، ولم يلبث أن انتقل تيموجين وزوجته وسائر أفراد أسرته إلى منبع نهر كيرولين، وارتفع شأن تيموجين، بعد أن نجا من مؤامرات التايجوت وأضحى الرجل القوي أن تنشده سائر القبائل، فصار في مقدوره أن يشترك في الأحوال السياسية، بأن يكون من البارزين من رجال المغول الذين يتنازعون السيطرة على شرق منغوليا وما اشتهر به تيموجين من روح عملية، أثارت فيه الميل إلى السلطان، وحملته على أن يفكر في الإفادة من مركز قوي، بأن يعقد معاهدات واتفاقيات خارج قبيلته، وإذ أسهم أبوه يسوكاي في توطيد مركز زعيم الكرايت، حتى صار من أقوى ملوك الاستبس، حرص تيموجين على أن يسير على نهج أبيه، فتوجه إلى حيث ينزل طغرل على نهر تولا، وبذل له يمين الولاء بأن يكون من أتباعه وخاطبه: سبق أن توطدت أواصر المحبة بينك وبين أبي، فأنت الآن في مقام أبي وارتاح طغرل لهذه التبعية، ووعد بأن يساعده بأن يجتمع تحت زعامة تيموجين من جديد، سائر رجال العشيرة الذين هجروا منزله أثناء حداثة سنه والواقع أن أحوال تيموجين أخذت تستقر، وذاع أمره، وسعى الناس من القابئل المختلفة لكسب صداقته، فصار جيلمي، الذي تقدم به أبوه لأن يكون خادماً له، من أخلص الرفاق، شأنه في ذلك شأن بورتشو، وبفضل نصائح طغرل ملك الكرايت، والذي دان له تيموجين بالتبعية، إنحاز إليه زعيم مغولي آخر، [1] المغول للعريني صـ46.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 52