نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 367
الأمير الظاهر بيبرس بسبب انتصار المسلمين في عين جالوت فقال:
سر حيث شئت لك المهيمن جار ... واحكم فطوع مرادك الاقدار
لم يبق للدين الذي أظهرته ... يارُكنه عند الاعادي ثارُ
لما تراقصت الرؤوس وحركت ... من مطربات قسّيك الاوتار
حملتك أمواج الفرات ومن رأى ... بحرا سواك تقله الانهار
وتقطعت فرقاً ولم يك ... طودها إذ ذاك إلا جيشك الجرار
رشّت دماؤهم الصعيد فلم يطر ... منهم على الجيش السعيد غبار
شكرت مساعيك المعاقل والورى ... والتُربُ والآساد والاطيار
هذي منعت وهؤلاء حميتهم ... وسقيت تلك وعمّ ذا الإيسارُ
فلأملأن الدهر فيك مدائحاً ... تبقى بقيت وتذهب الاعصارُ (1)
وقال شرف الدين الانصاري من قصيدة يمدح فيها الملك المنصور الثاني الايوبي صاحب حماه الذي كان مع جنده إلى جانب المظفر قطز في معركة عين جالوت:
رُعت العدى فضمنت شل عروشها ... ولقيتها فأخذت فلّ جيوشها
نازلت أملاك التتار فأنزلت ... عن فحلها قسراً وعن إكديشها
فغدا لسيفك في رقاب كُماتها ... حصد المناجل في يبيس حشيشها
روّيت أكباد القنا بدمائهم ... لما أطال سواك في تعطيشها
أقدمت مقتحماً على نُشّابها ... تكسو الجياد رِياشها من ريشها
دارت رحى الحرب الزُّبون عليهم ... فغدت رؤوسُهُم حطام جريشها
وطويت عن مصر فسيح مراحل ... ما بين بركتها وبين عريشها
حتى حفظت على العباد بلادها ... من رُومها الاقصى إلى أُحبوشها
فرشت حماة لِوَطء نعلك خدّها ... فوطئت عين الشمس من مفروشها
وكذا المعرّة إذ ملكت قيادها ... دَهِشتَ سروراً سار في مدهوشها
(1) الادب العربي من الانحدار إلى الازدهار صـ 166.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 367