نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 339
ولم يسلم من أهل حلب إلا من إلتجأ إلى دار شهاب الدين بن عمرون، ودار نجم الدين أخي مردكين، ودار البازياد، ودار علم الدين قيصر الموصلي، والخانقاه التي لزين الدين الصوفي وكنيسة اليهود بفرمانات كانت بأيديهم وقيل أنه سلم بهذه الأماكن من القتل ما يزيد عن خمسين ألف نفس (1)
ب ـ هدم أسوار المدينة وقلعتها ومساجدها: لجأ الملك المعظم تورانشاه إلى القلعة ومع جمع كثير من حلب، واستمر الحصار على القلعة وشدد المغول مضايقتهم لها نحو شهر [2]، ويبدو خيانة حدثت في جيش الملك المعظم سهلت للمغول مهمتهم في تشديد حصارهم للقلعة ومعرفة مواطن الضعف فيها، ومن ثم تثبيط همم المقاتلين داخلها، الأمر الذي ترتب عليه تسليم القلعة إلى المغول رغم حصانتها بكل سهولة، ودخل هولاكو بعد ذلك إلى القلعة وخربها، وهدم أسوار المدينة وجوامعها ومساجدها وبساتينها وعفى آثارها، حتى غدت بلدة موحشة، بعد أن كانت تعد من أزهى مدن الشام، وخرج إليهم الملك المعظم تورانشاه، ويذكر المقريزي أن هولاكو لم يتعرضه بسوء لكبر سنه [3]، ولا يستبعد أن يكون الملك المعظم قد أصيب خلال حصار المغول للمدينة والقلعة بجراح بالغة أو بمرض لم يعد يرجى برءه، أو أن هولاكو قد دبر قتله سراً، بدليل ما ذكره المقريزي نفسه من أن الملك المعظم توفي بعد ذلك بأيام قلائل [4].
جـ ـ غنائم لحلفاء هولاكو من النصارى: لم يشأ هولاكو أن تمر فرصة إستيلائه على حلب دون أن يكافئ حليفه، هيثوم الأول ملك أرمينية الصغرى، وبوهيمند السادس الصليبي أمير أنطاكيا الذين ساعداه في ذلك العمل، حيث قام بإعطاء ملك الأرمن جزءاً من الأنفال، وأعاد إليه الأقاليم والقصور التي كان مسلمو حلب قد استولوا عليها منهم، كما رد إلى بوهيمند جميع الأراضي التي كان المسلمون قد اقتطعوها من إمارته، وعبر هيثوم عن إبتهاجه بذلك بإحراق الجامع الكبير في حلب بنفسه إنتقاماً من المسلمين [5]. وهكذا سقطت مدينة حلب في يد المغول، وحقق هولاكو بذلك ما لم يستطع تحقيقه الأمراء الصليبيون
(1) السلوك للمقريزي نقلاً عن جهاد المماليك صـ90. [2] المختصر في أخبار البشر صـ201، جهاد المماليك صـ91. [3] المقريزي السلوك نقلاً عن جهاد المماليك صـ91. [4] السلوك نقلاً عن جهاد المماليك صـ91. [5] تاريخ الدولة المغولية في إيران صـ141 عبد السلام فهمي.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 339