نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 303
الملك الصالح، [1]، أو قول الخطباء الذين كانوا يخطبون بإسمها على منابر مصر وأعمالها، فيقولون من بعد الدعاء لأمير المؤمنين الخليفة العباسي: اللهم أحفظ الجهة الصلاحية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين ذات الحجاب الجليل، والستر الجميل، والدة المرحوم خليل، إذ أن خليلاً هذا هو ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب، كان توفي في حياة والده صغيراً [2]، وفي رواية أن الخطبة التي كان يخطب بها لشجرة الدرّ على المنابر، لما بويعت بالحكم من بعد الدعاء للخليفة العباسي هي التالية: ربنا احفظ ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين، الجهة الصالحة، أم خليل المستعصية، صاحبة السلطان الملك الصالح [3].
4 ـ نقش توقيعها: وأيا يكن، فإن شجرة الدرّ، هذه هي التي راح الناس يدعون لها، ويخطبون، نقشت إسمها على النقود المتداولة في ذلك الزمان، وكانت صبغة النقش هي التالية: المستعصمة الصالحية، ملكة المسلمين، والدة المنصور خليل [4]. 5 ـ الاحتفال بتنصيبها: ما إن تمّ إعلان خبر تولية شجرة الدرّ ملكة على المصريين حتى راح كبار القادة والأمراء يفدون على المليكة وقد تربعت على دست الحكم في قاعة الإيوان الذي كان بناه الملك الصالح حيث النقوش الذهبية، والأعمدة الشاهقة المغطاة بالأبنوس والرخام، وحيث الفُرش والزرابي والطنافس والأرائك، ولقد ضاقت باحة القصر الخارجية بعامة الناس الذي أذهلهم الإعلان عن شجرة الدرّ أنها ملكة المصريين ما بين مصدِّق للخبر، أو مكذب له، فكنت ترى مواكب الصناع والتجار، والفلاحين والجند، والراقصين والمغنّيين والخدم والحشم [5]، على اية حال، قبضت ((شجرة الدر)) على زمام الحكم بيد من حديد، ووجهت إهتمامها للتخلص من بقايا الحملة الصليبية السابعة، ثم أخذت تتقرب إلى العامة والخاصة من رعاياها [6].
6 ـ رفض الخليفة والعلماء وعامة الناس لتولي شجرة الدُّر السلطنة:
تفجرت ثورات من الغضب في العالم الإسلامي وحاولت شجرة الدُّر أن تُجمل الصورة قدر استطاعتها وتقربت إلى العلماء والعامة، إلا أن ذلك ذهب في إدراج الرياح وقامت المظاهرات [1] النجوم الزاهرة (6 ـ 374). [2] بدائع الزهور (1 ـ 286). [3] موسوعة تاريخ مصر (2 ـ 671). [4] المصدر نفسه (2 ـ 671). [5] شجرة الدُّر د. يحي الشامي صـ56. [6] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ76.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 303