نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 288
[1] ـ توقف منهج التجديد الإصلاحي: كان صلاح الدين رحمه الله رجل المرحلة، وجدت فيه صفات عظيمة، ساعده على ذلك الأجواء التي هيأها نور الدينت محمود من حبه للجهاد والعلم وتقريب العلماء، وإشاعة العدل، وسرى هذا في الأمراء والوزراء، ولكن المعضلة الرئيسية التي بقيت هي أن التجديد لم يتحول إلى مؤسسات راسخة إلى إتجاه عام في الدولة حتى لا ينقطع بوفاة القائد أو المؤسس [1] وذلك يرجع إلى أمور منها:
أ ـ نقص الفقه الحركي الذي وجه نشاطات المدارس الإصلاحية:
فإن مدارس الإصلاح في هذا العصر ركزت نشاطاتها على تحقيق عنصر "الإخلاص" في العمل، أي أنها ركزت على التربية أكثر من الاستراتيجية، ولذلك لم تفرز ((فقه الحكمة)) اللازم لتنظيم مؤسسات السياسة والإدارة والاقتصاد وتنظيم مسئوليات العاملين فيها وأداهم وحسن إستثمار الموارد البشرية والمادية بما يناسب حاجات المكان والزمان، وإنما اكتفت بـ (فقه) الآباء الذي يركز على ((المظهر الديني للقيادة)) دون ((المظهر الاجتماعي))، وصار شيوخها ومتعلموها يسلكون طريق ((الزهو)) وينتمون إلى مذهب من المذاهب الفقهية التقليدية في آن واحد، ولهذا يوصف الواحد منهم بأنه ـ مثلاً ((قادري السلوك)) ((وشافعي المذهب))، كذلك لم تطرق هذه المدارس ميادين ((الفقه)) المتعلق بالمظهر الكوني للعبادة والمؤدي إلى تطور العلوم الطبيعية، وتسخير تطبيقاتها في ميادين الحضارة المادية المختلفة، وهذا النقص في الفقه السياسي والإداري جعل المنجزات التي حققها جيل صلاح الدين تعتمد على الشخصيات أكثر من فاعلية المؤسسات، فلما غابت الشخصيات القيادية على مسرح الحياة برز تأثير العامل الثاني، أي أثر العصبيات الأسرية والقبلية التي عادت لتوجه مؤسسات [1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين صـ 322.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 288