نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 279
[4] ـ لويس التاسع في الأسر وشروط الصلح: لم يهتم المسلمون كثيراً، بعد إنتصارهم، بأمر دمياط، ونظروا إلى أبعد من ذلك ففكَّروا باسترداد ما بأيدي الصليبيين في بلاد الشام، فاستغلوا وجود الملك الفرنسي في الأسر لتحقيق هذه الغاية، لكن لويس التاسع أجاب بأن هذه البلاد ليست في أملاكه، بل تخص الملك كونراد ابن الإمبراطور فريدريك الثاني [1]، وعبثاً حاول تورانشاه إرغامه على الاعتراف وأصرَّ لويس التاسع على رأيه، وقال: أنه أسيرهم، ولهم أن يفعلوا به ما يشاؤون [2]، فبادر تورنشاه إلى إغفال هذا الموضوع لكنه قرَّر غزو بلاد الشام، وغالى في شروط الصلح، إذ كان لزاماً على الملك الفرنسي أن:
ـ يفتدى نفسه بأن يؤدي مليون بيزنتة وهذا مبلغ كبير.
ـ يُطلق سراح عدد كبير من الأسرى المسلمين.
ـ يسلم دمياط إلى المسلمين.
ـ يستمر الصلح مدة عشر سنوات [3].
وافق الملك الفرنسي على هذه الشروط، وأقسم الطرفان على احترامها [4]،، وانتظر لويس لبعض الوقت حيث كانت زوجته تعاني آلام الوضع، وأرسل بعض رجاله إلى دمياط لتسليمها للمسلمين، ودخلت القوات المدينة في السابع من مايو بعدما ظلت في أيدي قوات لويس ما يقرب من عام، ودفع لويس نصف الفدية حسبما اتفق عليه وأطلق سراح الصليبيين من البر الشرقي إلى جيزة دمياط، ثم تابعهم باقي الصليبيين.
وفي يوم الأحد الربع من صفر عام 648هـ الموافق الثامن من مايو عام 1250م أقلعت سفن الفرنج واتخذت طريقها إلى عكا حاملة فلول الحملة بعد أن أنهكتها الهزائم وحلت بها الكوارث [5]. [1] مذكرات جوانفيل صـ157، 159 ـ 161. [2] تاريخ الأيوبيين صـ389، حملة لويس التاسع صـ206. [3] تاريخ الأيوبيين صـ389. [4] المصدر نفسه صـ389. [5] تاريخ الحروب الصليبية، محمود سعيد صـ315.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 279