نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 230
وقطب الدين محمد (650 ـ 655هـ/ 1252 ـ 1257م، يتنافسان فيما بينهم في تقديم الولاء والطاعة للمغول، كما أصبحا متنافسين على حكم إقليم كرمان، وأخذ كل واحد من جانبه يذهب إلى
منغوليا ويعلن أنه سيكون أكثر من منافسه خضوعاً، وطاعة ((للقاآن)) في ((قرا ـ قروم)) ويطلب أن يقبله المغول نائباً لهم ((على أراضي ولاية كرمان)) إذا ما أنعموا عليه بحكم ذلك الإقليم [1].
وعندما وصل المغول إلى منطقة شرق إيران، في حملتهم الغربية الكبرى بقيادة هولاكو، وشرعوا في هجومهم العام الكاسح، ضد أراضي وقلاع الدولة الإسماعيلية قام قطب الدين محمد، حاكم كرمان في ذلك الوقت، بإرسال قوات خاصة من بلده لتشارك في الحرب تحت رعاية المغول وقد كانت قوات حكومة كرمان المسلمة مع قوات ((بَرْد)) في القوة والكثرة بحيث كانت تكون كتيبة عسكرية مستقلة بذاتها وأصبحت تحت قيادة هولاكو، وتشارك في حربه، ضد حكومة العباسيين، والمسلمين في العراق، والجزيرة والشام [2].
ب ـ أتابك إقليم فارس: أعلن أتابك فارس خضوعه تحت السلطة المغولية، في نفس الوقت الذي خضع فيه جاره، براق حاجب كرمان لنفوذهم وحافظ على ولائه للمغول وكان يرسل ممثليه إلى البلاط المغولي في ((قرار ـ قروم)) بصفة دائمة وفي كل مناسبة، وعندما وصل هولاكو ـ على رأس حملة المغول الغربية ـ إلى إقليم ما وراء النهر، ذهب إلى هناك أتابك فارس نفسه أبو بكر (حسب رواية الجورجاني أو ابنه سعد ((حسب رواية رشيد الدين)) للترحيب بمقدم القائد المغولي، والبذل من نفسه ما يستطيع تقديمه للمغول في حملتهم هذه، وأرسل ـ فيما بعد ـ كتيبة عسكرية خاصة يتكون جل أعضائها من الفرسان، لتلتحق بجيش هولاكو ليس فقط ضد الإسماعيليين والخلافة العباسية، بل ليشاركوا مع المغول في حروبهم الهمجية ضد المسلمين في الجزيرة وأراضي الشام ومصر، وبعد أن أسقط المغول والمسلمون وغيرهم بقيادة هولاكو خان، بغداد وأطاحوا بالدولة العباسية، قام حاكم إقليم فارس المسلم، هذا بإرسال ابنه سعد بن أبي بكر، إلى القائد المغولي، ليهنه بنجاح حملته ضد الخليفة، ويتلقى أوامره التالية، ثم لكي يقوم بخدمته نيابة عن والده [3]. [1] سقوط الدولة العباسية صـ354. [2] المصدر نفسه صـ355. [3] سقوط الدولة العباسية صـ357.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 230