نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 222
السلاجقة أن يستيقظوا من السبات الطويل، وفوجئوا بخروج سيل المغول الجارف والعصبية القائمة عليها الدولة في حالةمن التردي والضعف، والهوان [1].
6 ـ ضعف قيمة العهود: الوفاء بالعهد خلق إسلامي أصيل حافظ عليه المسلمون وبذلوا دونه أموالهم وأنفسهم، شهد لهم بذلك الفرس والروم والبربر وغيرهم من الأمم، قال تعالى: "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً" (الإسراء، الآية:34)، وقال تعالى: "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون) (النحل، الآية 91)، إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي شددت في وجوب الوفاء بالعهد واعتبارها أساساً تقوم عليه الأمة الإسلامية وعلى ذلك سار الخلفاء الراشدون، ولما جاءت الدولة العباسية، وقد ظهرت على أيدي قادة الدولة حوادث متكررة تدل على أنه ليس للعهود في نظر خلفائها قيمة، فقد قتل المنصور في حياة السفاح ابن هبيرة بعد أن أمن أماناً لا شك ولا حيلة فيه، وكان الذي أشار بقتله أبو مسلم الخراساني مشيد الدولة العباسية وكانوا لا يحبون أن ينفذوا أمراً دون مشورته، ثم أعاد المنصور هذه الرواية نفسها مع أبي مسلم بعد أن أمنه ثم فعل مثل ذلك مع عمه عبد الله بن علي بعد أن أمنه ,اعلن رضاه عنه ولذلك لما كاتب المنصور محمد بن عبد الله بن الحسن وقال إنه يعطيه الأمان، أجابه محمد بقوله: وأما أمانك الذي عرضت فأي الأمانات هو أمان ابن هبيرة أم أمان أبي مسلم أم أمان عمك عبد الله بن علي والسلام، وهذه كلمة شديدة الوقع سيئة التأثير وصمة عار في تاريخ الدولة العباسية، فهذا الذي حصل في صدر الدولة كان مجرئاً لمن أتى بعد ذلك أن يحاولوا التخلص مما تقضي به العهود إذا رأوها مخالفة لمصالحهم، ولا سيما العهود التي تعقد لتولي الخلافة، فإنهم جعلوها من الأشياء التي يسهل حلها وإن كان بعضهم يحاول أن
يلبس باطله ثوب الحق، فعل ذلك المنصور مع عيسى بن موسى الذي عقد له السفاح الخلافة بعد المنصور، فقدم عليه ابنه محمد المهدي وهذا التقديم وإن كان قد تم بطلب عيسى ورضاه إلا أن نعرف كيف توصل المنصور إلى الحصول على هذا الرضا من الإساءات المتكررة لعيسى والتهديد المتواصل حتى همَّ الرجل أن يخلع طاعة المنصور ويفتن الأمة، وفي رأيي أنه لو وجد نصراء لفعل وإن كان قد أثر عنه شعر يفيد أنه آثر مصلحة الأمة على مصلحة نفسه وهو قوله: [1] الدولة العباسية للخضري صـ480.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 222