نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 205
إيرانية عريقة في الآداب والإدارة، ولها مكانة مرموقة في إيران، بتعيينه خرج أمر الوزارة من يد عرب العراق، إذ إرتبطت إدارته بصورة أوثق بالإدارة المركزية في إيران، كان الجويني من عمال الديوان للأمير المغولي أرغون حاكم إيران، وقد قام الجويني بعدة اسفار في بلاد المغول، واطلع بصورة مباشرة على أحوالهم وأحوال بلادهم، ودرس أحوال الأقوام التركومغولية وتمكن من أن يجمع مادة تاريخية وفيرة كتب على أساسها بالفارسية تاريخ تلك الأقوام، وسمى ذلك الكتاب ((تاريخ جهانكشاي)) ـ أي تاريخ فاتح العالم ـ ويعني به جنكيز خان، وقد أصبح كتابه هذا المرجع الرئيسي لتاريخ المغول، غير أن أحداث ذلك الكتاب، تقف بعد ذكر وقائع حروب هولاكو مع الإسماعيلية في بلاد الجبل إذ كان الجويني مصاحباً له في تلك الحروب، وكان الجويني ممن صاحب هولاكو في زحفه نحو بغداد [1]. 9 ـ وفود الملوك والأمراء على هولاكو: أوقع سقوط بغداد العالم الإسلامي في فزع وذهول وحيرة، فسار حكامه المستضعفون إلى الطاغية هولاكو يقدمون له فروض الطاعة والتهنئة ويتملقونه خوفاً من بطشه وإتقاء شره، فكان ممن حضر لتهنئته في مراغة في أذربيجان أتابك الموصل الهرم ((بدر الدين لؤلؤ))، وأرسل أبو بكر أتابك فارس إبنه للغرض نفسه، وصل كذلك إلى معسكر هولاكو بالقرب من تبريز إثنان من سلاطين سلاجقة الروم، وهما الأخوان المتنافسان: السلطان عز الدين كيكاوسي الثاني، والسلطان ركن الدين قلج أرسلان الرابع، أما عز الدين فكان يرتجف رعباً، لأن جنوده حاولوا أن يصمدوا أمام القائد المغولي ((بايجونويان)) فدحرهم في ((آقسرا))، فلما سقطت بغداد على يد هولاكو أحس عز الدين بحرج مركزه وخشي بطش الخان، فحاول أن يخلص نفسه من تلك الورطة بنوع مبتكر من التملق الذي حمل طابع الخضوع والذلة وذلك أنه رسم صورته على نعل زوج من الأحذية وقدمها للخان الساخط قائلاً له: عبدك يأمل أن يتفضل الملك فيشرف رأس عبده بوضع قدمه المباركة عليها [2]، فرق له قلب الطاغية هولاكو ورفعت دوقوزخاتون من قدره، وتشفعت له، فعفا عنه الإيلخان، ولا شك أن ذلك الموقف المخزي يصور لنا الحد الذي بلغه بعض الحكام المسلمين من الاستذلال والمهانة [3]. [1] العراق بين سقوط الدولة العباسية والدولة العثمانية صـ140، 141. [2] المغول للصياد صـ279. [3] المصدر نفسه صـ279.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 205