نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 203
دست الوزارة كان قبل زمانه ... لابن الفرات فصار لابن العلقمي (1) 8 ـ حكومة هولاكو (الحكومة الإيلخانية بالعراق): بعد سقوط بغداد باشر هولاكو بتدعيم سلطته في العراق وتنظيم الإدارة فيها، فأرسل قوات عسكرية نحو الفرات الأوسط، واستقبلهم السكان في الحلة والكوفة، ونصبوا لهم جسوراً للعبور، ومن هناك انحدرت تلك الفرقة العسكرية نحو واسط، وكان فيها جمع من بقايا عسكر المماليك، فاشتبكوا معهم في قتال شديد إنتهى بتصفية عساكر المماليك وقتل عدد كبير من سكان المدينة، وبعد ذلك سار عسكر المغول نحو خوزستان، وهم يتعقبون فلول المماليك الهاربين، وإنتهت تلك العمليات بالقضاء على أكثرية المماليك بينما استسلم الباقون، في تلك الأثناء أقر هولاكو أسس إدارة العراق التي تركها بيد العراقيين، إذ لم يدخل تعديلات كبيرة على إدارة البلاد عدا الإدارة العسكرية وواجبات الشرطة، التي سلم أمرها إلى علي بهادر الخراساني الذي عينه بمنصب الشحنة ((ما يقابل الحاكم العسكري))، وقد أبقى هولاكو على مؤسسة الديوان وأقر فخر الدين ابن الدامغاني في منصب صاحب الديوان، وأبقى كذلك على منصب الوزارة، وأقر الوزير المستعصم مؤيد الدين بن العلقمي الأسدي في ذلك المنصب، غير أن أيام هذا الوزير لم تطل بعد تلك النكبة، إذ اعتلت صحته وغلب عليه الحزن والكآبة حتى توفي في مستهل جماد الثانية من تلك السنة، أي بعد سقوط بغداد بثلاثة اشهر تقريباً، فخلفه في منصب الوزارة ولده عز الدين أبو الفضل، وجرى تقسيم العراق إلى خمس مناطق إدارية بدلاً من سبعة، كان يدير كل منطقة منها مسئول بمنصب ((الصدر))، كان يرتبط به عدد من النواب والنظار، وكانت المناطق كما يلي:
ـ الأعمال الشرقية، وكانت تشمل الخالص والبندنيجين وطريق خراسان.
ـ الأعمال الفراتية.
ـ الأعمال الكوفية والحلية.
ـ الأعمال البصرية والواسطية.
ـ أعمال دجيل والمستنصرية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى ذلك التفسيم كان يتلاءم مع التقسيم الجغرافي للمناطق
(1) البداية والنهاية (17 ـ 380).
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 203