نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 139
بقدر ما ترفع أصحابها ... تحطهم فالرأي قرب المدا
ويلي على المغري بعليائها ... سيضحك اليوم ويبكي غدا
تعطيه كالمشفق لكنها ... تبطش في الأخذ كبطش العدا
مبتدأ حلو لمن ذاقه ... ولكن انظر خبر المبتدأ
غدارة خوانة أهلها ... ما زهد الزهاد فيها سدى (1)
لقد كان جلال الدين مضرب المثل في الشجاعة والإقدام، وأعجب خصمه وعدوه جنكيز خان، وقال: هكذا يكون الرجال الشجعان [2]. وقال لرجال دولته: ما أسعد الأب الذي ينجب رجلاً قوياً شجاعاً كهذا، أي جلال الدين، لأن الرجل الشجاع يقدر الرجل الشجاع ولو كان ألد خصومه [3]، كان إقليم غزنة آخر أقطار شرق الدولة الإسلامية التي غزاها المغول في عهد الناصر لدين الله الخليفة العباسي، وبعد أن اطمأن جنكيز خان إلى تمكنه من السيطرة على هذه البلاد، وانتقم من قاتلي تجاره ورسله في مدينة أترار [4]، وأكد المغول سيطرتهم على المناطق الإسلامية الشاسعة ما بين الصين والعراق فثبتوا أقدامهم في كل بقاع الدولة الخوارزمية، وهذا يشمل الآن أسماء الدول الآتية من الشرق إلى الغرب:
1 ـ كازخستان، [2]ـ قيرغيزستان، [3]ـ طاجيكستان، [4]ـ أوزبكستان، [5]ـ تركمنستان، 6ـ باكستان، باستثناء المناطق الجنوبية فيها والمعروفة بإقليم كرمان، 7ـ أفغانستان، 8ـ معظم إيران، باستثناء الحدود الغربية لها مع العراق، والتي يسكنها الإسماعيلية، 9ـ أذربيجان، 10ـ أرمينية، 11ـ جورجيا، 12ـ الجنوب الغربي لروسيا [5]. 6 ـ نهاية جلال الدين منكبرتي: لم يقدر للسلطان الخوارزمي الأخير جلال الدين منكبرتي 617 ـ 628هـ أن يصمد أمام المغول أيضاً، فعلى الرغم من انتصاره عليهم عند
(1) تتمة المختصر في أخبار البشر صـ155. [2] الدول المستقلة في المغرب الإسلامي صـ188. [3] المصدر نفسه صـ189. [4] عودة الروح صـ224. [5] قصة التتار صـ65.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 139