نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 137
بأخوته وأبيه ومملكته وذويه، فترك لا والد ولا مولود ولا عابد ولا معبود، تلفظه النوادي إلى البوادي، وقتل تولي خان في وهج القتال، وكثر الأسر [1]، وقد انتقم الخوارزميون من المغول انتقاماً شديداً فكانوا يدقون الأوتاد في آذان الأسرة، وجلال الدين ينظر إليهم، ويعلو وجهه البشاشة بما ظفر [2]. وكان من أثر ذلك النصر الذي أحرزه جلال الدين في هذه المعركة أن ثارت على المغول بعض المدن الإسلامية التي كانت قد خضعت لهم، وسلمت من تدميرهم، مثل مدينة هراة، غير أن ثورتها أخمدت في مهدها، كما دب الخوف في قلوب المغول الذين كانوا يحاصرون قلعة ((ولج))، واضطروا إلى رفع الحصار عنها ([3])،
وكان انتصار جلال الدين على المغول في سهول بيروان انتصاراً مؤقتاً، فبينما كان يوزع الغنائم على قواته وجنوده اشتد النزاع بين قائدين من كبار قواته على حصان عربي كان كل منهما يريده لنفسه، وبلغ من شدة الخلاف أن ضرب أحدهما الآخر على رأسه بسوط كان يحمله، ولم يرض السلطان عن هذه الإهانة، ولم يقبل القائد المعتدي أن يعتذر عما بدر منه، وكانت النتيجة أن انسحب القائد الآخر بجنوده إلى مدينة ((بيشاور)) إلى حدود الهند، وانضم إليه عدد كبير من الجنود الغورية من مدينة غزنة بعد أن خابت جميع جهود السلطان لاعادتهم [4]، وبينما كانت قوات المسلمين على هذه الحالة من الفرقة والانقسام إذ وصل جنكيز خان إلى غزنة وهو مصمم على الانتقام لهزيمة جيشه التي حدثت عند مشارف مدينة بيروان، ولم يكن من الرأي في شي أن يجازف جلال الدين بحرب المغول، وجيشه في هذه الحالة، لذا آثر الإنسحاب إلى السهل الواقع غربي نهر السند، وأخذ يعاود مكاتبة المنشقين ويستميلهم إليه [5]، ورتب الأمير الخوارزمي سنة 618هـ/1221م ما بقي معه من الجيش ترتيباً حسناً، فأسند قيادة الميمنة لقائده آمين ملك وأمره بجعل ظهره إلى منعطف نهر السند، كما أمر قائد الميسرة بالاستناد إلى أحد مرتفعات الجبال في هذه المنطقة، وبقي هو في القلب، ثم نشب القتال، وكادت الهزيمة تلحق بالمغول في البداية، لكنهم ما لبثوا أن اجتاحوا القوات الإسلامية من الخلف، كما هاجموا الميمنة من الإمام مما أدى إلى هزيمة المسلمين [6]، على أن جلال الدين رغم ذلك لم يستسلم، بل ظل يقاتل وليس معه سوى سبعمائة رجل في شجاعة [1] سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي صـ80 ـ 81. [2] الدولة الخوارزمية صـ185. [3] عودة الروح للخلافة الإسلامية صـ222 .. [4] الدولة الخوارزمية والمغول صـ187. [5] سيرة السلطان جلال الدين صـ156 ـ 157. [6] عودة الروح للخلافة صـ223.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 137