responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 127
الجيش كان يتكون من تلك القبائل التركية التي تنتمي إليها تركان خاتون والتي لم ترض عن تولي جلال الدين منكبرتي الحكم بعد أبيه، وقد أراد جلال الدين أن يخضع هذه الجيوش الثائرة بالقوة فتآمروا على قتله، ولم يجد جلال الدين مخرجاً إلا الفرار والنجاة بنفسه من الهلاك، ففر إلى خراسان بصحبة ثلاثمائة فارس تحت إمرة ((تيمور ملك)) حاكم مدينة خنجده، وكان قد فر إلى إقليم خوارزم بعد غزو المغول مدينته كما رأينا، وقد عبر جلال الدين هذه الصحراء التي تفصل إقليم خوارزم عن خراسان في ستة عشر يوماً، وصل بعدها إلى الأراضي القريبة من مدينة نسا [1].
وأما الجند المتآمرون فقد بقوا في خوارزم بعد رحيل جلال الدين عنها، ولكنهم ما لبثوا أن رحلوا أيضاً إلى خراسان بعد أن سار إليهم المغول، وبرحيل جلال الدين منكبرتي عن إقليم خوارزم ضاع آخر أمل في إنقاذ هذا الاقليم إذ لم يعد هناك من قوة تستطيع أن تقف في وجه التيار المغولي، وكان في قدوم أولاد علاء الدين خوارزمشاه مدينة خوارزم وجمعهم الجيوش الكثيرة فيها، ما استلفت نظر جنكيز خان، فسير إلى هذه المدينة جيشاً تحت قيادة أبنائه جوجي وجغتاي وأغطاي الذين كانوا قد أتموا فتح بلاد ما وراء النهر بالاشتراك مع جيوش جنكيز خان، ولكي يحاصر جنكيز خان أبناء علاء الدين من كل جهة أمر جيوشه في خراسان بأن تقف على الحدود الجنوبية [2] للصحراء التي تفصل خوارزم عن خراسان، وقد عسكر سبعمائة فارس بالقرب من مدينة نسا، ولما أرادا الاشتباك معهم حلت بهما الهزيمة، ثم وقعا في الأسر، وقد قطع المغول رأسيهما ورشقوهما في سهمين، ثم طافوا بهما في أنحاء هذه المقاطعة إمعاناً في السخرية في الخوارزميين، وإرهاباً للأهالي المتمردين، وفي هذه الأثناء ذو القعدة سنة 617هـ / مايو سنة 1220م كان الجيش المغولي يتقدم نحو مدينة خوارزم، حاضرة الإقليم المسمى بهذا الاسم، وتقع مقربة من مصب نهر جيحون في إقليم صحراوي، إذ لا نجد فيما عدا هذه المدينة وما يحيط بها من مدن صغيرة وقرى متناثرة إلا أراضٍ صحراوية [3].
ب ـ حصار مدينة خوارزم: كانت الجيوش المغولية تحت قيادة جوجي وأغتاي من أبناء جنكيز خان، كما ذكرنا، ولكن القيادة العليا كانت في يد جوجي أكبر ابنائه، وهكذا كان المغول أقوياء بروحهم المعنوية وبرجالهم وبمؤازرة جنكيز خان لهم، أما الجيوش الخوارزمية،

[1] المصدر نفسه صـ163.
[2] المصدر نفسه صـ163.
[3] الدولة الخوارزمية والمغول صـ164.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست