نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 117
فخربوا وأحرقوا وقتلوا ونهبوا ثم ذهبوا [1])، وقد أصبحت مدينة بخارى أطلالاً بالية واستمرت على هذا النحو حتى أخذ جنكيز خان نفسه في إصلاحها وإعادة بنائها، قبل موته بزمن قصير [2].
ح ـ اجتياح سمرقند 617هـ: فبعد أن دمر التتار مدينة بخارى العظيمة، وأهلكوا أهلها وحرقوا ديارها ومساجدها ومدارسها انتقلوا إلى المجاورة ((سمرقند)) وهي أيضاً في دولة أوزبكستان الحالية واصطحبوا في طريقهم مجموعة كبيرة من آثار المسلمين من مدينة بخارى، وكما يقول إبن الأثير: فساروا بهم على أقبح صورة، فكل من أعيى وعجز عن المشي قتل [3]، وكانوا يصطحبون الأسارى معهم لأسباب كثيرة منها:
ـ كانوا يعطون كل عشرة من الأسارى علماً من أعلام التتار يرفعونه، فإذا رآهم أحد من بعيد ظن أنهم من التتار وبذلك تكثر الأعداد في أعين أعدائهم بشكل رهيب، فلا يتخيلون أنهم يحاربونهم، وتبدأ الهزيمة النفسية تدب في قلوب من يواجهونهم.
ـ كانوا يجبرون الأسارى على أن يقاتلوا معهم ضد أعدائهم ومن رفض القتال أو لم يظهر فيه قوة قتلوه.
ـ كانوا يتترسون بهم عند لقاء المسلمين، فيضعونهم في أول الصفوف كالدروع لهم، ويختبئون خلفهم، ويطلقون من خلفهم السهام والرماح وهم يحتمون بهم.
ـ كانوا يقتلونهم على أبواب المدن لبث الرعب في قلوب أعدائهم، وإعلامهم أن هذا هو المصير الذي ينتظرهم إذا قاوموا التتار.
ـ كانوا يبادلون بهم الاسارى في حال أسر الرجال من التتار في القتال، وهذا قليل لقلة الهزائم في جيش التتار [4].
كانت سمرقند من أكبر مدن بلاد ما وراء النهر وأعظمها على الإطلاق، فهي حاضرة هذا الإقليم، وكانت إلى جانب ذلك مركزاً مهماً للتجارة، ولذلك أحيطت بأسوار ضخمة، يعلوها عديد من الأبراج، للدفاع عنها، وكانت حاميتها عندما فر منها محمد خوارزمشاه ـ غرباً تتألف من خمسين ألف مقاتل من الخوارزمية على ما يذكر ابن الأثير [5]، ويرى ابن [1] الدولة الخوارزمية والمغول صـ145. [2] المصدر نفسه صـ145. [3] الكامل في التاريخ نقلاً عن قصة التتار د. السرجاني صـ30. [4] قصة التتار د. السرجاني صـ 31. [5] الكامل (9 ـ 333)، عودة الروح صـ201.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 117