شرب القهوة وسماع الأغاني والخلاعة، وأهمل الاهتمام بأبي [1] عبد الله، وهو مع ذلك في كلّ يوم يستأنفه يزداد قوّة ومنعه [2] ويتّسع في الأعمال والبلدان.
[المهديّ الفاطميّ]
[خروج المهديّ من سلمية إلى القيروان]
ولمّا استفاض ظهور دعوة المهديّ كثر الطلب له، فسار من سلمية إلى دمشق، وإلى الرملة، وإلى مصر في سنة تسع وثمانين ومائتين، وخرج من مصر إلى المغرب، واستصحب معه ولده محمد، وهو يومئذ ابن [3] عشر سنين، وخرج معه أيضا أبو العبّاس أحمد أخو أبي عبد الله الدّاعي، وهما في زيّ [4] التجّار، وقطع اللصوص على الرفقة التي كانوا فيها في الموضع المعروف بالطّاحونة، ووصلوا إلى مدينة طرابلس المغرب [5]، وقدم المهديّ أبو العبّاس إلى القيروان [6]، فلقي المكاتبات من مصر قد تقدّمته بالإنذار بنفي [7] المهديّ إلى هناك وصفته والتأكيد في طلبه، فعيّن [8] زيادة الله ابن عبد الله بن إبرهيم الأغلب بالتقفّي [9] عن خبره، فذكر له بعض من رافقه حاله وتأخّره بطرابلس، وأنّ أبا العبّاس من أصحابه، فقبض على أبي العبّاس، فقرّره فلم يعترف [10] فحبسه برقّادة، وكتب إلى طرابلس في طلب المهديّ، فوردت المكاتبة بعد خروجه منها، وعرف المهديّ في طريقه حبس أبي العبّاس وإيقاع الطلب عليه، وكان متوجّها إلى أبي عبد الله، فعدل عن [1] في نسخة بترو «بامر ابى»، وفي النسخة البريطانية «بامر ابي». [2] في طبعة المشرق 106 «متعة» وهو غلط. والتصحيح من النسخة البريطانية. [3] في الأصل والمطبوع «بن». [4] في الأصل والمطبوع «ذي» والتصحيح من النسخة البريطانية. [5] في النسخة البريطانية «الغرب». [6] هنا زيادة في نسخة بترو: «بما سلم لهما من تجارتهما ورسم له أن يتقدم إلى بلد كتامة، ولما وصل أبو العباس إلى القيروان القى». [7] في نسختي بترو والبريطانية «بنفوذ». [8] في نسختي بترو والبريطانية «فعني». [9] في نسخة بترو «بالتقصي»، وفي النسخة البريطانية «ابن الأغلب بالاستعصاء». [10] في الأصل وطبعة المشرق 106 «يعرف»، والتصويب من النسخة البريطانية.