(خلافة المطيع لله)
[مبايعة الفضل بن المقتدر بالخلافة وتلقّبه بالمطيع لله]
ولمّا قبض معزّ الدولة على المستكفي أحضر أبا القاسم الفضل بن المقتدر بالله إلى دار الخلافة يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وخوطب بالخلافة وبويع له، ولقّب المطيع لله، ثم أحضر إليه المستكفي، فوقف بين يديه وسلّم عليه بالخلافة وأشهد على نفسه بالخلع، وسملت عيناه واعتقل [1].
... وأفرط الغلاء في هذه السنة ببغداد حتى عدم الناس الخبز وأكلوا النّوى والميتة [2]، وكان إذا راث [3] الدّابّة اجتمع إلى الروث جماعة ففتّشوه ولقطوا ما يجدون فيه من شعير ويأكلونه. وكان يؤخذ بزر القطونا ويضرب بالماء ويبسط على طابق حديد، فيوقدوا تحته النار إلى أن يقبّ ويأكلوه [4]، إلى أن لحق الناس من ذلك فساد مزاج أحشائهم، فتورّم أجسادهم ويموتون، ومن بقي منهم كان في صورة الموتى. وكان الناس يقفون على الطريق [5] ويصيحون: الجوع الجوع، إلى أن يسقطوا موتى. وكثر الموتى ولم يلحق دفنهم. وكانت الكلاب تأكل لحومهم، فخرج الضعفاء إلى البصرة خروجا مفرطا ليأكلوا التمر، فتلف أكثرهم في الطريق، وأنّ [6] امرأة هاشميّة سرقت [1] في نسخة بترو زيادة: «في دار السلطان، وأقام ابن شيرزاد بتدبير المملكة مقام الوزراء من غير تسمية الوزارة، ثم دبّرها محمد بن أحمد الصيمري من غير تسميته بوزارة». [2] في نسخة بترو زيادة «التي نضفوا على الماء في دجلة». والصحيح «تطفو». [3] في النسخة البريطانية «راثت». [4] في النسخة البريطانية «فيأكلوه». [5] في نسخة بترو زيادة «وهم بالفوز»! [6] في نسخة بترو «وظفر ب» بدل «وأن».