بين المدينتين، وبلغ الخبز بها أوقيّتين بدرهم، ونزل العدوى بترنجة [1] بالقرب من طرسوس في جيوشهم، والمسلمين يرحلوا عن هذين [2] المدينتين شيئا بعد شيء [3].
[مقتل ابن عبد الباقي بعد خروجه بأهل طرسوس والمصّيصة]
وفي آخر صفر خرج عبد الباقي [4] من طرسوس والمصّيصة بأموالها ونعمتهم [5] وحرمهم هاربين عن البلد، فلقيهم الأرمن، فقتل ابن عبد الباقي وجماعة من المسلمين بعد أن قتلوا خلق [6] من الأرمن، وساقوا جماعة من القافلة إلى بلاد الروم [7].
[الخليفة الفاطمي يهزم الروم في البرّ والبحر عند صقلّية]
وبلغنا أنّ مراكب الروم في البحر وعسكر [8] في البرّ غزوا إلى أبي تميم معدّ صاحب الغرب إلى إفريقية ليطلبوا سقلّية، وزعموا أنه هزمهم [1] لم أتبيّن المراد هنا. [2] كذا، والصواب: «والمسلمون يرحلون عن هاتين». [3] راجع الخبر في تاريخ الأنطاكي، فهو يتّفق ببعض ألفاظه هنا وهناك. [4] لم أتبين من هو «عبد الباقي» المذكور هنا. وفي الكامل في التاريخ (8/ 545) ذكر لعبد الباقي بن قانع مولى بني أميّة، وكان مولده سنة 295 وتوفي سنة 351 هـ، ولا أدري ما علاقة «عبد الباقي» هذا بالخبر عن طرسوس والمصّيصة الذي في سنة 354 هـ. ولعلّ المقصود «أبو عمير عديّ بن أحمد بن عبد الباقي الأذني» الذي التقى به المؤرّخ المسعودي في رحلته بساحل الشام، ووصفه ب: «شيخ الثغور الشامية قديما وحديثا، وهو من أهل التحصيل». (مروج الذهب-تحقيق شارل بلاّ-ص 739 و 860 - 863 و 3336) وقد تحرّف «الأذني» إلى «الأزدي» في طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد، بالقاهرة 1/ 320، وهو مذكور في: التنبيه والإشراف، ص 164 و 165 وفيه يقول المسعودي أيضا: «شيخ الثغر والمنظور إليه منهم. . وكان ذا رأي وفهم بأخبار ملوك اليونانيين والروم، ومن كان في أعصارهم من الفلاسفة، وقد أشرف على شيء من آرائهم». وهو الذي ذكره مسكويه في: تجارب الأمم 1/ 53 و 54 و 139 وفيه «أبو عمر» و «أبو عمير». وكان محدّثا، حدّث بأذنة وطرابلس الشام. أنظر: معجم الشيوخ، لابن جميع الصيداوي، (بتحقيقنا) ص 357 رقم 341، وتاريخ دمشق (المخطوط) 36/ 335، وموسوعة علماء المسلمين (بتأليفنا) -مجلد 3/ 282،283 رقم 1010 [5] كذا، والصواب «نعمهم». [6] كذا، والصواب «قتلوا خلقا». [7] راجع عن المصّيصة وطرسوس في تاريخ الأنطاكي، والكامل في التاريخ 8/ 561. [8] كذا، والصواب: «وعسكرا».