وردّ الظاهر النظر في الأمور إلى نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائي [1] الأقطع، ولقّبه بالوزير الأجلّ صفيّ الدولة وأمير المؤمنين وخالصته [2]].
...
= ولا محمّد، ولا عليّ يمنعني عمّا أفعله، فإنّي أهدم هذا البيت وأرفعه، فاتّقى أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، وكان رجلا تامّ القامة، أحمر اللون، أشقر الشعر، سمين الجسم. وكان على باب المسجد عشرة من الفرسان على أن ينصروه، فاحتسب رجل من أهل اليمن أو من أهل مكة أو من غيرها، فوجأه بخنجره، واحتوشه الناس فقتلوه وقطّعوه وأحرقوه بالنار، وقتل ممّن اتّهم بمصاحبته ومعاونته على ذلك المنكر جماعة، وأحرقوا بالنار. وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين غير ما اختفى منهم، وألحّوا في ذلك اليوم على المغاربة والمصريين بالنّهب والسّلب، وعلى غيرهم في طريق منى إلى البلد. وفي يوم النفر الثاني اضطرب الناس وماحوا، وقالوا: إنه قد أخذ في أصحاب الخبيث-لعنه الله-أربعة أنفس، اعترفوا بأنّهم مائة بايعوا على ذلك. وضربت أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشّر بعض وجه الحجر ثلاث قطع، واحدة فوق أخرى، فكأنّه يثقب ثلاث ثقب ما يدخل الأنملة في كلّ ثقبة، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وطارت منه شقوق يمينا وشمالا، وخرج مكسره أحمر يضرب إلى الصّفرة محبّبا مثل الخشخاش، فأقام الحجر على ذلك يومين، ثم إنّ بني شيبة جمعوا ما وجدوه ممّا سقط منه، وعجنوه بالمسك، وحشوا تلك المواضع وطلوها بطلاء من ذلك، فهو بيّن لمن تأمّله، وهو على حاله اليوم». (المنتظم 8/ 8،9) وانظر الحادثة في: الكامل في التاريخ 9/ 332،333 (حوادث سنة 414 هـ)، ودول الإسلام 1/ 246، والعبر 3/ 110،111 رقم 413، والبداية والنهاية 2/ 13،14، والدرّة المضيّة 315، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) ج 1/ 314، والنجوم الزاهرة 4/ 249،250، وشذرات الذهب 3/ 197،198، والفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا)، ص 99 - 100، واتعاظ الحنفا 2/ 118، وتاريخ الزمان 81، ومرآة الجنان 3/ 28، وسير أعلام النبلاء 15/ 185،186، ونهاية الأرب 23/ 213،214، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336. [1] في (ر): «محمد بن أحمد الخرجراي»، والتصويب من المصادر، أنظر عنه: تاريخ دمشق (المخطوط) 5/ 434، وبغية الطلب (مخطوط) 7/ 64، وكتاب الولاة والقضاة 497 و 499، والعبر 3/ 163، وسير أعلام النبلاء 15/ 185 و 17/ 582،583 رقم 388، وذيل تاريخ دمشق 73 و 75 و 80 و 83 و 84، واتعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها، والمغرب في حلى المغرب 63، والدرّة المضيّة 313 و 322 و 339 و 342 و 344 و 345 و 346 و 347 و 349 و 354 و 355 و 356 و 357، والإشارة 35 والكامل في التاريخ 9/ 525، ووفيات الأعيان 3/ 407،408، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، والنجوم الزاهرة 4/ 260. [2] ما بين الحاصرتين زيادة من (ر).