[الخلاف بين النصارى الملكية حول بطريركية الإسكندرية]
وكان النّصارى الملكيّة في مدّة إذن الحاكم بعمارة الكنائس وردّ أوقافها على حكمها وعوّلوا على تصيير بطريركا [1] على الإسكندرية،
[انقسام النصارى بين أسقف القلزم وأسقف دمياط]
ولم يكن (بقي) [2] في أبرشية الإسكندرية يومئذ إلاّ أسقفان [3]، [وهما أبا [4] خرسطودولا أسقف تنّيس، وأبا [4] إسحاق أسقف القلزم، وكتب كل واحد منهما خطّه للآخر أن لا يكون أحدهما بطريركا، ويشاركون الجماعة في اختيار من ينبغي أن يروس [5] عليهم. ونكل أبا [6] إسحاق أسقف القلزم عمّا كتب به خطّه، وتلطّف في أن ينجز له سجلا من الحاكم في أن يكون بطريرك [7] على الإسكندرية، وكره جماعة النصارى الملكية ذلك لأنّ القدّيس
= من نفسها أحضرت الظاهر لإعزاز دين الله، أعني ابن أخيها الحاكم، وقالت له: قد علمت ما عاملتك به، وأقلّه حراسة نفسك من أبيك، فإنه لو تمكّن منك لقتلك، وما تركت لك أحدا تخافه إلاّ وليّ العهد، فبكى بين يديها هو ووالدته، وسلّمت إليهما مفاتيح الخزائن، وأوصتهما بما أرادت. وقالت لمعضاد الخادم: إمض إلى وليّ العهد وتفقّد خدمته، فإذا دخلت عليه فانكبّ كأنك تسائله بعد أن توافق الخدم على ضربه بالسكاكين، فمضى إليه معضاد فقتله ودفنه، وعاد فأخبرها، فأقامت بعد ذلك ثلاثة أيام وماتت. وذكر القضاعيّ في قصّة وليّ العهد شيئا غير ذلك، قال: إنّ ستّ الملك لما كتبت إلى دمشق بحمل ولي العهد إلى مصر لم يلتفت إلى ذلك، واستولى على دمشق، ورخّص للناس ما كان الحاكم حظره عليهم من شرب الخمر، وسماع الملاهي، فأحبّه أهل دمشق. وكان بخيلا ظالما، فشرع في جمع المال ومصادرة الناس، فأبغضه الجند وأهل البلد، فكتبت أخت الحاكم إلى الجند فتتبّعوه حتى مسكوه وبعثوا به مقيّدا إلى مصر، فحبس في القصر مكرما، فأقام مدّة. وحمل إليه يوما بطّيخ ومعه سكّين فأدخلها في سرّته حتى غابت. وبلغ ابن عمّه الظاهر بن الحاكم فبعث إليه القضاة والشهود، فلما دخلوا عليه اعترف أنه الذي فعل ذلك بنفسه. وحضر الطبيب فوجد طرف السكّين ظاهرا، فقال لهم: لم تصادف مقتلا. فلما سمع وليّ العهد ذلك وضع يده عليها، فغيّبها في جوفه فمات». (النجوم الزاهرة 4/ 193،194) وانظر: سير أعلام النبلاء 15/ 184. [1] كذا، والصواب «بطريرك». [2] ليست في البريطانية. [3] في الأصل وطبعة المشرق 237 «إلا أسقفا»، وفي البريطانية: «سوى أسقفان»، والتصويب من (ر). [4] كذا في (ر) والصواب «أبو». [5] كذا، والصواب «يرأس». [6] كذا، والصواب «أبو». [7] كذا، والصواب «بطريركا».