خلقا وأباد حضراهم [1]، واستشعر وليّ العهد بعد ما جرى في أمرهم إنكار الحاكم ما فعل بهم، وتحذّر أن يحقد عليه بسببهم، وخاف سطوته، فأنفذ صاحبا له يعرف بابن الخرقاني [2] إلى حسّان بن المفرّج بن الجرّاح ليقرّر له معه أن يكون من جهته، ومتى (ما) [3] احتاج إليه في أمر من الأمور، ولم يقعد عنه واستحلفه، فوجد الجند بذلك (السبيل إلى) [4] زوال أمره والتشفّي منه، فشعّثوا عليه بالعصيان، وقتلوا الخرقاني بدمشق، وقصدوا نهب دار وليّ العهد، فاستغاث بالدمشقيّين والغوطيّين [5]، فأحاطوا بالقصر الذي ينزله [6] بظاهر دمشق، فانتشب الحرب بينهم وبين الجند، واندفع الدمشقيّون عنه، ونهب الجند القصر.
وكان عند تواصل الأخبار إلى الحاكم بعصيان وليّ العهد وكثرة الأقاويل عليه بذلك قد انتدب صاعد بن عيسى بن نسطورس للخروج إلى الشام، وردّ النظر إليه فيه، وهو ممّن ابتدى [7] بالإسلام في أوّل الاضطّهاد، وزادت حاله عند الحاكم، إلى أن جعله أميرا عند [8] الأتراك، ولقّبه: «الأمير [9] الظّهير شرف الملك تاج المعالي» [10]، وخوّله وأعطاه من خزائنه من العدد السّلطانية والآلات الجليلة ما لم يعط لغيره، وتقدّم إليه بالخروج إلى الشام، وبرز إلى عين شمس، وشيّعه الحاكم في تبريزه. وتقدّمت مكاتبة [11] الحاكم إلى وليّ [1] في البريطانية وبترو «حضرهم». [2] في البريطانية «الخاقاني» وقيل «الخرفاني». [3] ليست في بترو. [4] ما بين القوسين ليس في البريطانية. [5] نسبة إلى أهل الغوطة ضاحية دمشق. [6] في البريطانية وبترو «نزل به». [7] كذا في الأصل وطبعة المشرق 227. [8] في البريطانية «على». [9] كذا في الأصل وطبعة المشرق 227. والصحيح «الأمين» كما في (الإشارة 33). [10] زاد في الإشارة 33 «ذو الجدّين». وقد أناف به الحاكم على رتبة أخيه، وسمّاه بقسيم الخلافة. (المغرب في حلى المغرب 35). [11] في البريطانية «مكاتيب».