يبقى على ما صغر ذنبه [1] وقلّ فضلا [2] عمّن عظم جرمه وجلّ [واستحلّ] [3] ما لم يكن لغيره.
ولقد كان جماعة يتعمّدون للقائه في أمور تضطرّهم إلى ذلك، فإذا أشرف عليهم سقطوا على الأرض وجلا منه، وفحموا على [4] خطابه، فاجتذب المسلمين على [5] أخذ بيعته ولا يبقى من [6] يرى أسلافه عداوتهم ولعنهم كأبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهم، وعني بذلك وتشدّد فيه برهة من الزمان، وأظهر بعد حين [7] سجلاّت قرئت، رسم فيها أن يعلن كلّ واحد من المسلمين ما شاء من الاعتقاد، ويشهر بمحبّة من يرى موالاته من هؤلاء السّلف [8] وأغلق باب المجلس الذي تقرأ فيه علومهم، ويؤخذ البيعة على من يحضره من المتشيّعين له. واغترّ جماعة بما رخّص لهم فيه، وظنّوا أنّه عن طويّة خالصة، فأظهروا ما في ضمائرهم من الانحراف عمّا دعاهم إليه، والمحبّة لمن يرى بغضته، وعاد بعد هنيئة [9] ففتح [10] المجلس وفكّر ما تقدّم ترخيصه فيه وتتبّع من تجاهر [11] به وقتله.
[ورفع إليه في أثناء ذلك رقعة فيها:
بالجور والظلم قد رضينا … وليس بالكفر والحماقه [1] في نسختي بترو والبريطانية «جرمه». [2] كذا، والصحيح «فضل». [3] زيادة من (س). [4] في بترو «حموا عن». [5] في البريطانية «فانجذب المسلمون إلى». [6] في بترو «مما»، وفي (س): «والانتقاء ممن». [7] في (ب) زيادة «خلافه». [8] في بترو: «المسلمين» وفي البريطانية: «المسلمون». والخبر في (عيون الأخبار 292) و (خطط المقريزي 4/ 69،70). [9] كذا، والصواب «هنيهة». [10] في بترو «هنية فتح». [11] في البريطانية «ويتبع من يجاهر».