العجيبة المتضادّة التي تقوم [1] في نفسه ويفعلها شيئا بعد شيء،
[المؤلّف يحكم على الحاكم بتشوّش عقله واختلاله]
وإن كان ذلك خارجا عمّا نحن بسبيله من التاريخ صنف من سوء المزاج المرضيّ [2] في دماغه أحدث له ضربا من ضروب المالنخوليا [3] وفساد الفكر منه منذ حداثته، فإنّ من المتعارف في [4] صناعة الطب أنه قد يكون فيمن يعتريه هذا المرض أنه يقوم في نفسه أوهام، ويتخيّل أمورا وعجائب، ويكون كلّ واحد منهم لا يشكّ أنه على [5] [غير] [6] الصواب فيما يتصوّره في جميع أفعاله، ولا يثنيه عن ذلك ثان ولا يردّه راد، وأن قد يكون منهم من يظنّ بنفسه أنّه نبيّ، ومنهم من يتوهّم أنه هو الإله بنفسه، تعالى كثيرا، ويكون يقوم [7] من هؤلاء من اختلاط الكلام ظاهرا واختلاله [8] ما ينكشف حاله عند من يشاهده ويحادثه، وتزول الشبهة فيه في أوّل وهلة، وربّما كان تخليط أحدهم في الكلام مستورا، وتكون هذه التخيّلات والخواطر الرديئة تعرض له في أمور مستورة عن العوامّ، فيكون صورته عندهم صورة العقلاء، وحسن ظنّهم به ونظرهم إليه كنظرهم إلى أفاضل الناس، فإذا أطالوا اختبارهم بان لهم ما انطوى عنهم في نقضهم [9].
وهذه صورة حال الحاكم [10] /128 أ/فإنّ نقضه [11] كان يتبيّن لمن تطول صحبته له، (وأمّا من هو بعيد منه فإنّ أفعاله كانت توضحه له) [12] وقد [1] في البريطانية «يقوم». [2] في (ب) «الممرض». [3] في البريطانية «المانوخوليا». [4] العبارة في (س): «المتعلّقات ومن المعروف من». [5] في بترو «على أنه». [6] زيادة من (ب). [7] في الأصل وطبعة المشرق 218 «يقوم» والتصحيح من البريطانية. [8] في البريطانية «واختلال». [9] في البريطانية «نقصهم»، وفي (س) «من نقصهم». [10] في طبعة المشرق 219 «الحكم». [11] في البريطانية «نقصه». [12] ما بين القوسين ليس في البريطانية.