أسقف يسمّى ميخائيل [1] ويعرف بابن النخيلي [2] وكان أيضا كارها له فوثب عليه [3] جماعة من الملكيّة [4]، واستنفر سائر من كان منهم بمصر وأوحشهم منه، فقطع اسمه في عدّة كنائس وكراسي منها تنّيس والفرما [5]. وكان أيضا بالفرما أسقف يعرف بابن بليحا [6] شرّير وعلى طريق غير محمودة ولا مأثورة، فعاضد [7] ميخائيل [8] بن النخيلي أسقف تنّيس على مقاومة البطريرك أفتيشيوس، فجهد [9] البطريرك في استصلاحهما وأن يرجعا عمّا هما عليه من مقاومته ومنازعته، فلم يتّفق [10] ذلك. وكان أسقف الفرما هذا أخذ برطيل [11] منه، وغرض أسقف تنّيس إزالته عن الرئاسة. ومات ميخائيل أسقف تنّيس في صفر سنة اثنين وعشرين وثلثمائة، وحمل إلى تنّيس وقبر بها في كنيسة أبي [12] جلبة، وكفى البطريرك أمره، وتمكّن من تنّيس. وانقسم أهل مصر قسمين، وكذلك أهل تنّيس، وتحزّبوا حزبين، فصار حزب من الكهنة والعلمانيّين مع البطريرك، وحزب منهم عليه. وكان كل فريق منهم يصلّي في كنيسة مفردة. ثم أصلح البطريرك على تنّيس عوضا من ابن النخيلي [1] في (ب): «أسقفا. . . مخائيل». . [2] في نسخة بترو «النحيلي» بالحاء المهملة. [3] في (ب): «على». [4] في بترو «من النصارى الملكية». والملكية أو المكانية، وهو المتواتر في الكتب بإحدى الفرقتين الدينيّتين اللّتين نشأتا في مصر المسيحية قبل الإسلام. وكان قيامهما نتيجة الخلاف المذهبي الذي قام بها وبسائر بلاد الدولة الرومانية الشرقية حول طبيعة المسيح وجوهره ومشيئته وأقنومه. وتسمّى الفرقة الثانية باليعقوبية نسبة إلى أحد زعمائها وهو يعقوب البراذعي الراهب. Jacob Baradeus [5] الفرما: بالتحريك، مدينة على الساحل من ناحية مصر، وهي أول مصر من الشام. (معجم البلدان 4/ 255). [6] في البريطانية «بليحه» وفي بترو مهملة. [7] في الأصل وطبعة المشرق 94 «معاضد». وما أثبتناه عن بترو و (ب). [8] في (ب) «مخائيل». [9] في البريطانية: «وجهد». [10] في الأصل وطبعة المشرق «يتفقا» والتصويب من البريطانية. [11] كذا، والصواب «برطيلا». [12] في البريطانية «أبو».