(خلافة الحاكم بأمر الله)
وبويع لأبي علي المنصور بن العزيز بالله، ولقّب بالحاكم بأمر الله (وجلس يوم الخميس سلخ شهر رمضان سنة [1] 386) [2]، وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة وخمسة أشهر. ودخل إليه جماعة من مقدّمي [3] كتامة وشرطوا لأنفسهم ألاّ ينظر في أمورهم أحد من المشارقة،
[انتداب الحسن بن عمّار الكتامي للنظر في أمور الكتاميّين]
فندب شيخا من شيوخهم يقال له الحسن بن عمّار [4] /113 ب/للنظر في الأحوال وتدبير [1] في البريطانية «من السنة». [2] ما بين القوسين ليس في (ب). [3] في البريطانية «متقدّمي». [4] هو أمين الدولة أبو محمد الحسن بن عمّار بن أبي الحسين (كما في وفيات الأعيان 2/ 201، والإشارة إلى من نال الوزارة 26) ونطالع اسمه للمرّة الأولى في حوادث سنة 351 هـ. أثناء حصار المسلمين لقلعة طبرمين في جزيرة صقلّية، إذ كان يقود جيش المعزّ لدين الله الفاطمي وحاصر رمطة في الجزيرة، وظهر بشكل بارز على مسرح الأحداث في عهد الخليفة «العزيز بالله» فكان من أجلّ كتّابه، وهو كبير كتامة وشيخها وسيّدها، ويلقّب بأمين الدولة، وهو أوّل من لقّب في دولة المغاربة. ولما أفضت الخلافة إلى الحاكم بأمر الله ردّ إليه الأمور والتدبير سنة 386 هـ. وقال له: أنت أميني على دولتي ولقّبه وكناه، وكان الناس على اختلاف طبقاتهم يترجّلون له. وهو الذي فتح الطريق لأبناء قبيلته لينتقلوا إلى الشام، حيث أرسل القائد أبا تميم سليمان بن جعفر بن فلاح الكتامي إلى دمشق، فقام أبو تميم هذا بوضع أخيه «علي بن جعفر» واليا على طرابلس 386 هـ. وهو الجدّ الأعلى لبني عمّار الذين استقلّوا بحكم طرابلس الشام. (أنظر: المكتبة العربية الصقلّية-تحقيق ميخائيل أماري-ليبزغ 1857 م. نقلا عن كتاب تاريخ جزيرة صقلّية لمؤلّف مجهول، -ص 175 و 176 من المكتبة العربية الصقلّية، نهاية الأرب (مخطوط) حوادث 351 هـ، المونس في أخبار إفريقية وتونس، لابن أبي دينار القيرواني-نقلا عن المكتبة العربية-ص 530، وذيل تاريخ دمشق 20، وذيل تجارب الأمم 3/ 222، وأخبار مصر لابن ميسّر 63، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-ص 337 و 338 و 342).