جاء الفضل فأخذ رأسه وسائر من أسر من أصحابه، وحملهم إلى مصر [1].
[سنة 370 هـ.]
[العزيز بالله يمنع صلاة القنوت (التراويح)]
(وتقدّم) [2] العزيز بالله بمصر في شهر رمضان سنة (سبعين) [3] وثلاثمائة بقطع صلواة القنوت، وهي صلاة يصلّيها المسلمون في المصلّيات [4] الجامعة في شهر رمضان بعد صلواة العتمة، وعظم ذلك على كافّة أهل السّنّة من المسلمين [5].
[ملك الروم يمتلك حصن رعبان بحيلة امرأة أرمنيّة]
وفي هذه المدّة [سنة 370] [6] ملك الروم قلعة ابن إبراهيم في بلد رعبان [7]، وهي قلعة حصينة جدّا. وكان استيلاؤهم عليها بحيلة، وذلك أنّه كان فيها امرأة أرمنيّة أسيرة مستعبدة لصاحب القلعة ولها (في رعبان) [8] إخوة وأخت، فزارتها أختها في أحد الأيام وأقامت عندها مديدة [9]، وشاهدت القلعة مخلاة غير متحفّظ بها، فإنّه إن تحيّل عليها ملكت، فقدّرت طولها من الموضع الذي يتّجه الدّخول إليها منه إلى الأرض بخيط مغزلها، وعادت إلى [1] راجع هذه الحوادث في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 22،23، والكامل في التاريخ 8/ 699،700، وتجارب الأمم 2/ 401 - 403 (والمؤلّف ينقل عنه)، وتاريخ مختصر الدول 171، والمختصر في أخبار البشر 2/ 120، والدرّة المضيّة 193 - 195، وتاريخ ابن الوردي 1/ 303، واتعاظ الحنفا 1/ 249 و 251. [2] في الأصل وطبعة المشرق 160 «ومعه» وهي لا معنى لها هنا. وما أثبتناه عن البريطانية. [3] في الأصل وطبعة المشرق «ستين» والصحيح ما أثبتناه عن البريطانية. [4] في النسخة (ب): «المصيات». [5] ويقصد بها «صلاة التراويح» وقد عبّر عنها المؤلّف بصلاة القنوت. أما الخبر فلم أجد المصادر تذكره في تلك السنة، ولكن في عهد الحاكم بأمر الله أمر بألاّ يمنع أحد من صلاة التراويح في رمضان، ثم منعها، ثم أعادها. مما يقوّي خبر المؤلّف. (المغرب في حلى المغرب 51). [6] زيادة من (س). [7] رعبان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحّدة، مدينة بالثغور بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم. (معجم البلدان 3/ 51). [8] في البريطانية «ولها رعيان». [9] في البريطانية «مدّة».