[الحرب بين عضد الدولة والأتراك]
وانتشب [1] الحرب بينهم من الضّحى إلى العصر، وانهزم الأتراك وعبروا تلك الجسورة فهلك منهم ومن العوامّ خلق كثير بالقتل وبالغرق، وصاروا هازمين [2] والطائع معهم ونزلوا تكريت ونهب جميع رحالهم.
[دخول عضد الدولة فنّاخسرو بغداد]
ودخل فنّاخسرو وبختيار إلى بغداد يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأول من السنة. فلمّا تمّ هذا الفتح على يد فنّاخسرو تطلّعت نفسه على الاستيلاء على مملكة العراق، فأعمل الحيلة على بختيار وإخوته إلى أن حصلوا في داره، وقبض عليهم يوم الجمعة لخمس ليال بقين من جمادى الأخرى من السنة. وكاتب المرزبان بن بختيار إلى البصرة عن أبيه [3] بتسليم البصرة إلى صاحبه عضد الدولة، والإصعاد إلى مدينة السلام، فقبض على الرسول ولم يجب [4] [وأقرّ فناخسروا [5] محمد بن بقيّة الوزير على أمره وعوّل في الأعمال وجمع الأموال على نظره] [6] وتقرّر رأي الفتكين [7] والأتراك على الإنهزام [8] إلى الشام (ورأى [9] الطائع والباقون على الإنكفاء إلى مدينة السلام.
[عضد الدولة يعمّر دار الخلافة]
وتقدّم عضد الدولة بعمارة دار الخلافة وتجديد فرشها [10]. [1] في نسخة بترو «وانتشت». [2] كذا، وفي البريطانية «مهزومين» وهو الصحيح. [3] في نسخة بترو «ابنه». [4] حتى هنا ينتهي الساقط من النسخة (س). [5] كذا في نسخة بترو. [6] ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو و (ب). وانظر عن الحوادث المذكورة في: تجارب الأمم 2/ 334 - 344، وتكملة تاريخ الطبري 217 - 219، والكامل في التاريخ 8/ 645 و 648 - 651، والبداية والنهاية 11/ 279. [7] يقال: الفتكين، وأفتكين و «الفنتكين» وهفتكين، وهو أبو منصور المعزّي الحاجب. وصوابه: ألبتكين-أي عبد جلد- (ديوان لغات الترك-الكشغري 1/ 346 - 347 - ط 333 هـ). [8] في النسخة (س) «الرحيل»، وفي نسخة بترو «وأكثر من انهزم من الأتراك»، وفي البريطانية: «وأكثر من انهزم من الأتراك على الرحيل». [9] من هنا حتى عبارة «ذا الكفاتين» ساقط من (س). [10] تجارب الأمم 2/ 343.